ووصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري لـ"العربي الجديد"، ما يتعرض له المقدسيون ومنهم أهالي شعفاط، بأنه ذروة التصعيد في إجراءات الاحتلال التي تطاول كل مناحي الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.
واستجاب أهالي قرية شعفاط، شمالي مدينة القدس، لدعوة المجلس القروي إلى التظاهر والمشاركة في وقفة احتجاجية قرب مسجد البلدة عقب صلاة الجمعة، رفعوا خلالها لافتات وهتفوا بعبارات منددة بالاحتلال ومستوطنيه، ومؤكدين على التمسك بفلسطين والحقوق الوطنية.
وقال رئيس مجلس قروي شعفاط إسحاق أبو خضير لـ"العربي الجديد"، وهو الذي كان قد اعتقل من منزله وأطلق سراحه أمس الخميس، بعد رفضه المثول أمام شرطة الاحتلال لإقناعه بالتراجع عن الوقفة الاحتجاجية، إن استجابة الأهالي كانت كبيرة، مجددا مطالبة المتضررين من اعتداءات المستوطنين مؤخرا، باعتقال الجناة من المستوطنين المتطرفين وتقديمهم للمحاكمة.
وأشار أبو خضير إلى أن أهالي شعفاط لن يترددوا في الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم في وجه اعتداءات المستوطنين المستمرة.
وكانت مجموعة تدفيع الثمن الإرهابية، قد أعطبت، الأسبوع الماضي، إطارات 189 مركبة وخطت شعارات عنصرية على جدران منازل المواطنين، سكان شعفاط، في اعتداء وصف بالأوسع الذي طاول هذا العدد الكبير من المركبات.
ودعا الشيخ عكرمة صبري إلى وحدة الصف ومواجهة إجراءات الاحتلال بمزيد من الصمود. وفي خطبة الجمعة بالمسجد الأقصى، حيث أمّ المسجد أكثر من 45 ألف مصل، استنكر الشيخ صبري تغول الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى مؤخرا، مشيرا إلى اقتحام الاحتلال أول من أمس، مسجد الصخرة المشرفة ومنع موظفي لجنة الإعمار من مواصلة أعمال الصيانة والترميم داخل المسجد.
ودعا صبري الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهما إزاء ما يتعرض له الأقصى من أخطار.
في سياق متصل، نظمت عائلات مقدسية من بلدة سلوان جنوبي القدس، تملك أرض الخندق الملاصقة لسور المسجد الأقصى، اعتصاما في الأرض المهددة بالمصادرة من قبل بلدية الاحتلال في القدس، وانضم إليها أهالي البلدة دعما وإسنادا، في انتظار أن ترد بلدية الاحتلال على محكمة إسرائيلية كانت ثبتت ملكية تلك الأرض البالغة مساحتها نحو أربعة دونمات، فيما تقرر أن تنظم، يوم الجمعة المقبلة، وقفة أخرى موسعة تزامنا مع قرار جديد ستصدره المحكمة بشأن تثبيت ملكية الأرض نهائيا.
على صعيد آخر، أمّ الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، فجر اليوم، نحو عشرة آلاف من المصلين تأكيدا على الحفاظ على المسجد في وجه الأطماع الاستيطانية.
وقال مدير الحرم الإبراهيمي حفظي أبو سنينة لـ"العربي الجديد": "إن نحو عشرة آلاف أموا صلاة الفجر بالحرم الإبراهيمي اليوم، حيث امتلأت مرافق وأقسام الحرم الداخلية والخارجية بالمصلين من جميع أنحاء محافظة الخليل رغم قسوة البرد، وهو ما يؤكد حجم الانتماء للحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل، وللتأكيد على أننا أصحاب حق".
وأشار أبو سنينية إلى أن صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي اليوم، أداها نحو 1500 مصل، متمنيا أن تزيد هذه الأعداد باستمرار.
ومنذ أكثر من شهر، يشهد الحرم الإبراهيمي دعوات للصلاة والرباط فيه، خاصة في صلاة فجر كل يوم جمعة، ردا على الأطماع الاستيطانية في الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة من الخليل.