وتؤكد التحريات الأولية وجود تسرب غاز من المصنع، أدى إلى إصابة طلاب المدارس التي قررت إداراتها خروج جميع الطلاب وتعطيل العمل فيها، إلى حين إصلاح الخلل، بينما لم تصدر المحافظة أو إدارة التربية والتعليم التابعة لها أي بيانات عن الواقعة.
وجدّد سكان أهالي مناطق: كيما والسيل والشيخ هارون وعزبة الحدود والمحمودية والشلال، المقيمون بجوار المصنع، شكواهم للجهات المسؤولة، لإنقاذهم من سحابة الدخان الصفراء التي يطلقها المصنع يومياً، ما أدى إلى إصابتهم بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي.
وأكد الأهالي، في مذكرات تقدموا بها، اليوم الاثنين، إلى محافظ الإقليم اللواء أحمد إبراهيم وعدد من أعضاء مجلس النواب، أنّ "حالات الاختناق التي حدثت لم تكن الأولى، بل تحدث بشكل متكرر وتصيب الأهالي بالأذى"، لافتين إلى أنّ "أدخنة المصنع الصفراء حوّلت سماء المنطقة إلى ضباب، إضافة إلى روائح الغاز الكريهة، وتسبب المصنع في هجرة سكان المناطق المحيطة به من منازلهم".
وكشف حسن إبراهيم، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المناطق المحيطة بمصنع كيما تعاني من تلوث بيئي خطير، وأصيب الأهالي، خاصة الأطفال الصغار والنساء الحوامل، بمشاكل صحية متعددة وخطيرة"، آسفاً لأنّ "أسوان ورغم أنها محافظة سياحية، إلا أنها تعاني من التلوث البيئي سواء في الجو أو مياه النيل، فضلاً عن أطنان القمامة التي تُلقى بالشوارع، وتؤدي إلى انتشار الكلاب الضالة والحشرات والقوارض، والتي تصيب الجميع بالأمراض، أمام صمت تام من المسؤولين".
بدوره تحدث أحمد رمضان، عن ارتفاع نسبة المصابين بالفشل الكلوي في أسوان، بسبب اختلاط مياه الصرف القادمة من "مصنع كيما" بمياه النيل، مشيراً إلى أنّ الأدخنة المتصاعدة منه أدت إلى إصابة الأهالي بالأمراض الصدرية المختلفة وأمراض العيون، واصفاً وجود المصنع بالقرب من أماكن إقامة الأهالي بأنه "كابوس يهدد حياة الجميع".
ويعتبر "مصنع كيما" في مدينة أسوان السبب الرئيسي وراء تلوث مياه النيل، حيث يصب مخلفاته في النهر من خلال مصرف السيل، وكانت هناك محاولة من المحافظين السابقين لإنهاء تلك المشكلة بإقامة مشروع الغابات الشجرية، الذي كلف نحو 20 مليون جنيه (حوالي 1.238.698.42 دولارا أميركيا) لتحويل مسار مياه صرف "مصنع كيما" إلى الغابات الشجرية بدلاً من الصب في النيل مباشرة، ولكن من دون جدوى. ولا يزال مصرف السيل يواصل إلقاء مخلفات "مصنع كيما" في النيل، وسط شكوى المواطنين من تلوث الماء الذي تسبب في إصابة العشرات بأمراض الفشل الكلوي، فضلاً عن انتشار الرائحة الكريهة.
وقال عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان يوسف عبد الدايم، في تصريح، إنّه إضافة إلى "مصنع كيما" للأسمدة هناك مصنعان للسكر وهما "إدفو" و"كوم امبو"، معتبراً أنّ تلك المصانع "أصبحت وبالاً على أهالي أسوان بسبب الأدخنة وتسريب الغاز"، ومشيراً إلى أنّ تلك المصانع "كانت في البداية بعيدة عن السكان، أما اليوم فالأهالي يعيشون حول تلك المصانع، كما تحيطها المدارس، من كل جانب".
ولفت إلى أنه توجه بالعشرات من طلبات الإحاطة والمذكرات إلى الحكومة، "لإنقاذ الأهالي من المشاكل البيئية والصحية التي تصيبهم من تلك المصانع"، مشيراً إلى أنّ "بعض المصانع قام بعمل فلاتر، ولكن سرعان ما تنتهي فعاليتها، وتعود الأزمة إلى ما كانت عليه في السابق".