وفي السياق، قال أبو إبراهيم جبر، من سكان دمشق لـ "العربي الجديد": "كنت أعتقد أن هذا الشتاء سيكون أفضل من الماضي خاصة فيما يتعلق بالكهرباء، فقد وصل التقنين إلى أكثر من 16 ساعة في الـ24 ساعة، وبعض الأيام وصل إلى 20 ساعة، ما حملنا أعباء إضافية".
وأضاف "أثرت مشكلة الكهرباء على دراسة الأولاد، وخاصة أننا لم نكن نستطيع إشعال مدفئة إلا في غرفة واحدة، وعلى أفراد العائلة جميعا الجلوس بها، وحتى في الإضاءة غير كافية، والتيار أصبح يتأرجح بين ضعف وقوة، حتى أن أحد أصدقائي أخبرني أنه تسبب في حرق الأجهزة الكهربائية في منزله".
من جانبها، قالت أمّ أحمد عمار، ربة منزل تسكن في إحدى ضواحي دمشق، لـ"العربي الجديد": "منذ نحو 10 أيام، لم يعد الغاز المنزلي متوفرا، فخلال هذه الفترة سألت أكثر من موزع غاز، فكان الجواب أن الشركة لم تقطع لهم مخصصاتهم الأسبوعية، وحتى يوم أمس أحد الموزعين جلب مخصصاته، ما شكل ازدحاما كبيرا أمام مركزه، حتى أنني لم أستطع الحصول على أسطوانة واحدة".
ولفتت إلى أن "ظاهرة حصول الشبيحة من مليشيا الدفاع الوطني وغيرها، على أعداد من أسطوانات الغاز والمازوت والبنزين، وبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، بدأت تعود إلى الشارع".
ومن حلب، قال أبو عبدو الحاج بكري، لـ "العربي الجديد"، "هناك أزمة غاز كبيرة في حلب، والأسطوانة الواحدة تباع بأكثر من ضعف ثمنها الرسمي البالغ 2700 ليرة سورية، في حين لا يستقر سعرها في السوق السوداء الذي يسيطر عليه مسلحون، وكذلك حال باقي المحروقات من مازوت وبنزين".
وأضاف: "يخشى السوريون أن تكون الأشهر المقبلة أسوأ، فمازلنا في بداية الشتاء، والناس لم تشعل مدافئها بشكل متواصل، ونعاني من أزمة المحروقات، فكيف إذا اشتد البرد في الأسابيع المقبلة".
ومن السويداء، قال أبو جهاد حسن، لـ "العربي الجديد": "مازلت أنتظر أن أحصل على 100 لتر من مخصصاتي من المازوت، من أصل الـ400 لتر، التي قالوا إنهم سيوزعونها لكل عائلة، لكن إلى اليوم لم أتمكن من الحصول عليها، إذ يجب أن أرصد قدوم صهريج المازوت إلى الحي، ويبلغ سعر الـ100 لتر بحسب السعر الرسمي 18500 ليرة، أما سعرها في السوق السوداء فعلى الأقل 40 ألف ليرة (سعر صرف الدولار الأميركي الواحد نحو 720 ليرة سورية)".
ومضى قائلا: "تحتاج كل عائلة في ريف السويداء خلال فصل الشتاء إلى 600 لتر على الأقل، وليس لدينا المال لنشتري المازوت من السوق السوداء، نعتمد على حرق ما يمكن حرقه من حطب أو ملابس قديمة، وحتى إطارات مستعملة".
ولفت إلى "عدم توفر أسطوانات الغاز، وعودة انقطاع التيار الكهربائي من جديد، بعد أن كان قد توقف بشكل كامل خلال الصيف، والمشكلة الأكبر هي عدم استقرار التيار، حيث إنه متذبذب وغالبا ما يكون ضعيفا جدا وبالكاد يشغل مصابيح الإضاءة".
يشار إلى أن مدير كهرباء دمشق هيثم الميلع، أعلن الثلاثاء في حديث مع إحدى وسائل إعلام محلية، بدء تطبيق برنامج تقنين كهربائي في العاصمة دمشق والمناطق المحيطة بها، بواقع قطع ساعتين مقابل أربع ساعات تزويد بالتيار، عازيا السبب إلى عطل في أحد محطات توليد الطاقة الكهربائية.