تعليق الدوام في مدارس أريحا جنوبي إدلب بسبب الغارات الروسية

16 نوفمبر 2019
القصف أدى إلى تعليق الدراسة في ريف إدلب (Getty)
+ الخط -
تهدد الهجمات العسكرية المتواصلة، منذ مطلع الشهر الحالي، العملية التعليمية في مناطق عدة من محافظة إدلب شمال غربي سورية، خاصة مناطق الريفين الجنوبي والغربي، اللذين يشهدان غارات جوية شبه يومية تنفذها الطائرات الحربية الروسية.

ونظراً لحساسية الوضع الأمني وخوفاً على حياة الطلاب، غالباً ما تتخذ المجمعات التربوية قرارات بتعليق دوام المدارس في المناطق التي تشهد تصعيداً. 

وبالفعل قرر المجمع التربوي بمنطقة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، تعليق الدوام في المدارس التابعة له، السبت، وجاء ذلك في بيان صادر عنه تم نشره عبر صفحة مديرية تربية إدلب على "فيسبوك". 

وجاء في البيان "نظراً للهجمة الشرسة التي تشنها طائرات الاحتلال الروسي على قرى وبلدات جبل الزاوية وريف أريحا الشرقي، فقد تقرر ما يلي: تعليق الدوام في مدارس منطقة احسم بالكامل ومدارس مدينة أريحا وريفها الجنوبي والشرقي ومدارس بلدة محمبل وريفها الجنوبي". 

وتحدث فايز هنداوي مشرف المجمع التربوي في منطقة أريحا، لـ"العربي الجديد" عن الأسباب التي دفعت إدارة المجمع لاتخاذ قرار تعليق الدوام، وقال إنّ "تعليق الدوام فقط ليوم واحد، جاء نتيجة للوضع الأمني السيئ في المنطقة، فالطائرات الحربية قصفت بلدة البارة، ومنذ يومين قصفت الطائرات أيضاً قرية شنان وسقط قتلى فيها نتيجة لذلك، وهذا تسبب بحالة من الذعر لدى الطلاب، فاتخذ قرار تعليق الدوام بمدارس المنطقة بعدما تلقينا عدة طلبات من المديرين، وجرى ذلك بالتنسيق مع مديرية التربية في إدلب.

وأضاف هنداوي "بالنسبة لنا كمشرفين على المجمعات التربوية نعلق الدوام بشكل تلقائي، عندما نلاحظ أنّ الأوضاع الأمنية أصبحت سيئة، بالتنسيق مع مديرية التربية، وممكن أن نعلق الدوام ليوم آخر أو ليومين حسب الوضع الأمني، وبحال لم تشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً نعيد الدوام في المدارس لطبيعته". 

وكانت المدارس والمنشآت والبنى التحتية، هدفاً من الأهداف الرئيسية للطائرات الحربية الروسية، حيث دمرت تلك الطائرات أكثر من 116 مدرسة في عموم محافظة إدلب، منذ التوصل لاتفاق منطقة خفض التصعيد في سبتمبر/أيلول عام 2018.

ويهدد سير العملية التعليمية في إدلب أيضاً، غياب الدعم، المستمر منذ نحو ثمانية أشهر، حيث يشتكي المدرسون من هذا الأمر. وقال المدرس من مدينة بنش محمد الرجب، إنّ ذلك يؤثر بشكل حقيقي على العملية التعليمية، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الوضع المعيشي صعب جداً بظل الظروف الراهنة، و كثير من المدرسين مضطرون لترك التعليم والبحث عن عمل آخر، وبعض المدرسين استطاعوا التوفيق بين عمل خاص لهم والتدريس كي يتمكنوا من سد حاجتهم".

وتحدث محمد أبو عمار أحد أهالي أريحا، عن مخاوفه من استهداف الطائرات الحربية للمدارس، مشيراً، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الموضوع جد خطير وكونه يخص الأطفال فقرار إيقاف الدوام هو الأفضل، كون استهداف أي مدرسة بساعات الدوام يشكل كارثة". لكن من جانب آخر لفت إلى أنّ "مستقبل الطلاب في خطر أيضاً لكن حياة الأطفال أهم في الوقت الحالي".

المساهمون