وشارك العشرات من الأسرى المحررين وعائلاتهم وشخصيات فلسطينية، في مسيرة، عصر اليوم السبت، مطالبين باستعادة رواتبهم، على وقع أغنيات وطنية للأسرى. ثم كان هناك وقفة ومؤتمر صحافي، عند ميدان المنارة وسط رام الله، قبل أن يتابع المشاركون السير إلى خيمة الاعتصام عند ميدان "الشهيد ياسر عرفات". وواصل الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم اعتصامهم هناك، وأجريت فحوصات طبية لهم، من قبل طواقم لجان العمل الصحي الفلسطينية.
الأسير المحرر رامي البرغوثي، الذي أمضى 13 عاماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، قال لـ"العربي الجديد": "إضرابنا واعتصامنا لم يحرك ساكناً على الرغم من تدهور الحالة الصحية للمضربين. نطالب بإحقاق الحق وإعادة رواتبنا المقطوعة منذ عام 2007، أسوة بزملائنا ومن دون معاناة، وقد لجأنا إلى الاعتصام والإضراب بعدما طرقنا أبواب كل المسؤولين والوزراء والرئاسة ورئاسة الوزراء".
أما الناطق باسم الأسرى المقطوعة رواتبهم علاء الريماوي، فقال، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "هناك سبعة أسرى مضربين عن الطعام، وثلاثة أسرى محررين مضربين عن الدواء، كما أن بعض الأسرى داخل سجون الاحتلال مضربون عن الطعام لليوم الثامن على التوالي. ويستعد 5 أسرى محررين آخرين للإضراب اليوم، بينما يواصل بقية الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم اعتصامهم في ميدان الشهيد ياسر عرفات منذ 28 يوماً من أجل استعادة رواتبهم".
من جهته، يطالب مدير مركز "حريات" حلمي الأعرج، بإعادة رواتب الأسرى والمحررين المقطوعة، "لأنّ ذلك حقهم الطبيعي وهم مناضلون من أجل فلسطين، وقدموا زهرة شبابهم في سجون الاحتلال لأجل فلسطين، والقانون يعطيهم هذا الحق، بل ليس من حق أحد قطع رواتبهم على خلفية سياسية أو لأية أسباب أخرى. لذلك، يجب رفع الصوت مع الأسرى المضربين من أجل حقهم في الحياة، ومن أجل العيش الكريم"، كما قال.
وطالب الأعرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بـ"اتخاذ قرار فوري بأن يعيد هذه الرواتب لأصحابها التي تأخرت كثيراً ولسنوات طويلة"، وقال مخاطباً الأسرى والمحررين المقطوعة رواتبهم: "نعدكم باسم القوى الوطنية أن نتبنى هذا الموضوع، وأن نحمله بكل جدية وقوة ونتحرك على هذا الأساس، أنتم منا ونحن منكم، وحدة الأسرى في سجون الاحتلال وخارجها الطريق الصحيح من أجل إنهاء الانقسام والطريق نحو إجراء الانتخابات".
وفي السياق، قال الأسير المحرر خضر عدنان إنّ "هؤلاء الأسرى المحررين للأسف مضربين عن الطعام من أجل قوت أهلهم علماً أن رواتبهم مقطوعة"، داعياً الحركة الفلسطينية الأسيرة والقوى الوطنية والإسلامية إلى "إصدار موقف تجاه الأسرى المقطوعة رواتبهم". وأضاف أنّ "المئات من أهالي غزة، بينهم أسرى داخل سجون الاحتلال، مقطوعة رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، منهم الأسير الشهيد فارس بارود، الذي كان قد أضرب عن الطعام بعد 25 عاماً من اعتقاله من أجل استعادة راتبه". وأكد أنّ "ذلك يناقض ما وعدت به قيادة السلطة الفلسطينية بدفع رواتب الأسرى"، مشيراً إلى أنّ الحكومة الفلسطينية برئاسة محمد اشتية "مسؤولة عن إعادة الأسرى المقطوعة رواتبهم إلى بيوتهم وإحقاق حقوقهم".
من جهته، قال الناشط عمر عساف إنّ "الشعب اليوم مطالب بأن يقف إلى جانب الأسرى والمحررين، ويرد لهم الجميل بحياة كريمة، لا أن تُقطع رواتبهم. لذلك، فإن الجميع مطالب بإيفاء الأسرى والمحررين حقوقهم". ويشدد على أنه بات مطلوباً اليوم أن يبادر المسؤولون وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إلغاء قرار وقف قطع رواتب الأسرى، وإعطائهم حقوقهم".
وكان الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم قد تلقوا وعوداً، العام الماضي، من السلطة الفلسطينية، بحل أزمتهم، لكنها لم تحل حتى الآن. ويواصل 35 أسيراً مقطوعة رواتبهم اعتصامهم المفتوح لليوم 28 على التوالي. وهناك 15 أسيراً آخر مقطوعة رواتبهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينما نفذ المحررون المقطوعة رواتبهم فعاليات ووقفات احتجاجية في شوارع رام الله وأمام مجلس الوزراء الفلسطيني للمطالبة بإعادتها.