وجّهت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية الصحية والإنسانية، للتدخل الفوري بهدف الإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان سامي أبو دياك وكسر الصمت أمام جريمة قتل تُرتكب في حقه بشكل بطيء. أتى ذلك بعدما نقلت إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، الأسير الفلسطيني المريض سامي أبو دياك (37 عاماً) من بلدة سيلة الظهر في جنوب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى أحد المستشفيات المدنية الإسرائيلية، بوضع صحي حرج.
وأوضحت الكيلة في بيان صحافي ورسائل بعثت بها إلى الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي وكذلك المنظمات الدولية الصحية والإنسانية أنّ الأسير سامي أبو دياك يصارع الموت وحيداً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما ترفض دولة الاحتلال الإفراج عنه وتحقيق أمنيته برؤية واحتضان والدته وأهله. وشدّدت الكيلة على أنّ إبقاء أبو دياك في السجون وقد أنهكه مرض السرطان دليل على أنّ إسرائيل تمارس التعذيب والإرهاب في حق الأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني حتى في لحظات حياتهم الأخيرة. وأكدت أنّه في حال تمّت المقارنة بين ما نصّ عليه القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وبين حال الأسرى الفلسطينيين في السجون، خصوصاً الأسرى المرضى، فسوف نكتشف أن جرائم بشعة ترتكب في حقهم.
وأشارت الكلية إلى أنّ الحالة الصحية للأسير أبو دياك حرجة الآن، وذلك بحسب المعلومات التي وردت من نادي الأسير الفلسطيني، مضيفة أنّها طالبت مراراً وتكراراً بالسماح لفريق طبي فلسطيني بالكشف عن حالة الأسير أبو دياك والأسرى المرضى الآخرين، إلا أنّ سلطات الاحتلال رفضت كل هذه الطلبات.
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أوضح أنّ "الأسير أبو دياك مصاب بالسرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقبل ذلك تعرّض لخطأ طبي بعد أن أُجريت له عملية جراحية في الأمعاء في سبتمبر/ أيلول عام 2015، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي، حيث تمّ استئصال جزء من أمعائه، وأُصيب إثر ذلك بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، حيث خضع بعدها لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن أُصيب بالسرطان".
أضاف نادي الأسير أنّ "الأسير أبو دياك والمعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و30 عاماً، هو واحد من بين 14 أسيراً مريضاً يقبعون بشكل دائم في معتقل عيادة الرملة؛ علماً أن نحو 700 أسير يعانون من أمراض خطيرة وهم بحاجة إلى رعاية صحية حثيثة، من بينهم أكثر من 200 أسير يعانون من أمراض مزمنة، ومن بينهم عشرة أسرى على الأقل مصابين بالسرطان". وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسير سامي أبو دياك في ظل تعنتها ورفضها الإفراج عنه، وذلك رغم ما وصل إليه من وضع صحي خطير.
وفي سياق متصل، أكّدت الكيلة في بيانها نفسه أنّ الطواقم الطبية الفلسطينية جاهزة للكشف عن جميع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، مضيفة أنّ على اللجنة الدولية للصليب الأحمر ممارسة ضغوطاتها والتدخل للسماح لهذه الطواقم بمعاينة الأسرى المرضى أو السماح لطواقم طبية دولية بتولي هذا الأمر.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأسير أبو دياك كان قد كتب رسالة قال فيها: "إلى كل صاحب ضمير حيّ، أنا أعيش ساعاتي وأيامي الأخيرة، ولا أتمنى فيها سوى أن أكون إلى جانب والدتي وأهلي، أريد أن أفارق الحياة في أحضان أمي، وليس مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".