تضم دار الرعاية نحو 800 يتيم غالبيتهم من الأطفال، وأصغرهم في سن السابعة. وتفتقر مؤسسة الرعاية الاجتماعية إلى أبسط الضروريات المعيشية، وتتفاقم أوضاعها يوماً بعد آخر في ظل غياب الدعم الذي يضمن حياة كريمة للأيتام، وانعدام أي التفاتة إنسانية حكومية لتحسين أوضاع الأيتام الصغار.
زار "العربي الجديد" دار رعاية الأيتام في صنعاء، وتعرف عن قرب على تفاصيل العيش داخلها، ورصد أوجه القصور التي تعاني منها. يقول الطفل أحمد جوهر: "نحن جائعون، إذ لا نتناول الطعام إلا بكميات قليلة لا تكفي لسد جوعنا، كما لا تتوفر بطانيات وأغطية كافية في فصل الشتاء حين تزيد قسوة البرد".
ورصدت كاميرا "العربي الجديد" الغرف غير الملائمة للعيش، والتي لها أبواب تشبه أبواب السجون، كما أن أسرّة النوم مهترئة، ويوجد نقص كبير في الأغطية، أما الحمامات فهي غير صالحة للاستخدام لافتقارها إلى الصيانة والنظافة، وباتت ملجأ لمختلف أنواع الحشرات.
في فصل الشتاء، تتضاعف معاناة الأيتام الذين يضطرون للاستحمام بالماء البارد الذي لا تتحمله أجسادهم الصغيرة، كما أنهم يغسلون ملابسهم بأيديهم بسبب انعدام أجهزة الغسيل الكهربائية، فضلاً عن عدم توفر التيار الكهربائي داخل الدار في معظم الأوقات.
وتفاقمت أوضاع الأطفال بسبب الحرب المتواصلة منذ 2015، وإهمال الحكومة، إضافة إلى غياب المؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية التي يفترض أن تقدم لهم العون، حسب ما أوضح نائب مدير دار رعاية الأيتام، مرزاح هاشم، لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أنّ الأطفال تنقصهم مستلزمات التعلم، كالحقائب المدرسية والقرطاسية.
وفي ظل هذا الواقع المرير، يضطر بعض الأطفال إلى مغادرة الدار للعمل، حتى أن بعضهم بات يمتهن التسول، أو العمل في حقول القات خارج المدينة، إذ لا توجد معايير تضبط نظام المعيشة داخل الدار، ويتم التساهل مع المخالفات التي غالباً ما تضر بسلامة الأطفال.
يذكر أن أعداد الأطفال اليتامى في اليمن يزداد بشكل يومي بسبب الحرب الدائرة التي تحصد الآباء في جبهات القتال، وبلغة الأرقام، فإنّ هناك أكثر من مليون و100 ألف يتيم في اليمن بحسب إحصائيات لمنظمات محلية، يبقى بعضهم تحت كفالة الأقارب، فيما لا يجد أكثرية الأطفال من يكفلهم، فيلجأون إلى دور رعاية الأيتام، التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.