الآلاف يتظاهرون وسط باريس: "كفى إسلاموفوبيا"

10 نوفمبر 2019
من التظاهرة (العربي الجديد)
+ الخط -
تحت شعار "كفى إسلاموفوبيا"، تظاهر آلاف في شوارع باريس اليوم الأحد في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، ضدّ الحملات التي تستهدف المسلمين وضدّ خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز والوصم في فرنسا. وبينما تميّز خطابهم كـ"خطاب سلام"، شدّدوا على عدم تنازلهم عن الحقوق.

وقد ربح الداعون إلى التظاهرة، من أفراد وجهات مختلفة، التحدّي، في وقت عُدّ تحرّكهم "إشكالياً" من قبل أكثر من طرف في البلاد. ومن بين هؤلاء نذكر "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية"، و"رابطة مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا"، وكذلك المدير التنفيذي السابق للرابطة مروان محمد ومؤسس منصّة "ليه موزولمان" (المسلمون)، إلى جانب الفنان المسرحي الفرنسي الساخر من أصول مغربية ياسين بلعطار، ونجم "يوتيوب" الإمام الشاب عبد المنعم بوسنة، والعضو في الاتحاد الوطني لللاب فرنسا مريم بوجيتو التي تتمسّك بالحجاب، والعضو في مجلس بلدية سين-سان-دوني مجيد مسعودين، والمحامية والبرلمانية السابقة عليمة بومدين، إلى جانب آخرين. وهؤلاء ربحوا التحدّي إذ شارك في تظاهرتهم نحو 25 ألف فرنسي ومسلم لم يأبهوا من التحذيرات التي كانت قد أشارت إلى أنّ تنظيمات إسلامية، أو ما يسمّى بالإسلام السياس، تقف خلفها. تحدي تنظيم تظاهرة ضخمة شارك فيك الآلاف من المسلمين والفرنسيين.

ووفد المتظاهرون من مختلف أنحاء فرنسا، من مارسيليا وبوردو وليل وتولوز وروبي وبريست وستراسبورغ وضواحي العاصمة وغيرها، للمشاركة في المسيرة التي انطلقت من محطة "غار دو نور" وصولاً إلى ساحة "بلاس دو لا ناسيون" ليقولوا للعالم أجمع: "كفى إسلاموفوبيا". وركّزت الشعارات على تعلّق مسلمي فرنسا بالجمهورية والعلمانية التي تحمي ولا تُعاقب ولا تستثني أحداً. وتوجّه المتظاهرون خصوصاً إلى جام غضبهم على وزير التربية الوطنية جان ميشال بلانكيه، وعلى زعيمة حزب التجمّع الوطني اليميني القومي مارين لوبان، وعلى الكاتب الصحافي إيريك زمور، إلى جانب عدد من المتواطئين ضدّ مصالح مسلمي فرنسا من أصول عربية. ولَم يسلم كذلك وزير الداخلية كريستوف كاستانير من الانتقاد، ورئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، ووزير الداخلية السابق مانويل فالس.



في السياق، شدّد الإمام الشاب عبد المنعم بوسنة قائلاً "نحن مسالمون وجئنا من أجل السلام، لكنّ هذا لا يعني أنّنا مستعدّون للتخلّي عن حقوقنا. نحن نريد حقوقنا، ولا شيء غير حقوقنا، ولهذا نقول: كفى إسلاموفوبيا". ورأى في التحرّك "حدثاً تاريخياً"، إذ إنّ آلاف الفرنسيين يتظاهرون في شوارع باريس للمطالبة بوقف الإسلاموفوبيا. من جهته، خاطب مروان محمد المتظاهرين، هو الذي يُعَدّ من أكثر الشخصيات الفرنسية نشاطاً في الدفاع عن قضايا مسلمي فرنسا، وأكثرهم إقناعاً وكذلك إزعاجاً للخصوم. فقال: "نحن هنا. نحن هنا في بلدنا. نحن هنا من أجل توجيه خطاب سلام وخطاب اعتزاز وخطاب كرامة. نحن هنا في بلدنا. هنا نربّي أبناءنا ونعيش مع أصدقائنا من كل الديانات".

تجدر الإشارة إلى أنّ غياب الاشتراكيين الفرنسيين كان واضحاً، وهو ما انتقدته بشدّة شعارات كثيرة، إذ يرى المعنيون أنّ الاشتراكيين يغدرون بالمهاجرين ويتخلون عن وعودهم.

في المقابل، سُجّل حضور لحركة "أجيال" التي أسّسها القيادي السابق في الحزب الاشتراكي بونوا آمون، علماً بأنّ الأخير حرص على حضور العرض المسرحي الذي قدّمه ياسين بلعطار كتضامن مع الفنان الذي يتعرّض إلى حملة مقاطعة. كذلك، شارك في تظاهرة "كفى إسلاموفوبيا" زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشون، إلى جانب ناشطين ووجوه من أحزاب وتجمّعات يسارية مختلفة.



يُذكر أنّ المعنيين حرصوا على تقديم الشكر لكلّ من ساعد في تنظيم التظاهرة وشارك فيها من غير المسلمين، من أحزاب يسارية ومستقلين. وقد عبّروا عن تفهّمهم الظروف القاسية التي تعرّض لها كلّ من شارك فيها أو عبّر عن رغبة في الحضور.