كاميرا "العربي الجديد" زارت الطفل أحمد الأسدي في منزله وتعرفت عن قرب على تفاصيل حياته، ورحلة جهاده اليومي من الشارع إلى المدرسة.
يقول الأسدي لـ "العربي الجديد"، إنه " تعلّم إعداد وصناعة هذه الحلوى الشعبية على يد والدته، وكانت في بداية الأمر تعدّها له ويتكلف هو ببيعها، ثم قرر بعد ذلك أن يعدها بنفسه ومن تم اتخذها سبيلا لتأمين مصروفه".
ويوضح أنه يعمل في الصباح ليتمكن من الدراسة في المساء بمدرسة 14 أكتوبر القريبة من منزله"، مضيفا أن صناعته لهذه الحلوى الشعبية ومن ثم بيعها هي وسيلته الأساسية في إعالة أسرته، وتأمين احتياجاته الدراسية في ظل أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد، بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، إذ يعيش البلد في حالة حرب منذ مارس/آذار 2015.
ويؤكد الأسدي أن الظروف التي يعيشها قاسية، لكن لا غنى له عن العمل كي يتمكن من مواصلة دراسته وحياته. ويوضح بأنه يشعر بالواجب تجاه نفسه، حيث يقوم بإعالة ذاته ليخفف على أسرته همّ إعالته.
ويقول الأسدي، إنه يقوم بترويج منتجاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن شقيقته تقوم بمساعدته في ذلك من خلال قيامها بترويج الحلوى في وسائل التواصل، وقد توافد إليه الزبائن عبرها من عدة مديريات في عدن.
نجح الأسدي في الترويج للحلوى الشعبية التي يقوم بإعدادها، والتي تسمى "الفوفل الملبس"، وتعد هذه الحلوى من أبرز أنواع الحلويات العدنية، إذ تنتج يدويا في المنازل من خلال دق الفوفل إلى قطع صغيرة وإضافة السكر وجوز الهند (النارجيل).
الاستعداد للعمل مع كل صباح يتطلب تحضير أربعة أكواب من السكر ووضعها على النار يوضح الأسدي.
يواصل حديثه لـ "العربي الجديد" بالقول إن المرحلة التي تلي هذه العملية، هي تحريك السكر على نار هادئة، وعند فوارنه تتم إضافة "الفوفل" عليه مع تحريكه في آنية الطبخ. بعد ذلك يتم إضافة "النارجيل" بعد وضعه في صحن، ثم يباشر في تقطيع الحلوى في صحون بلاستيكية صغيرة قبل توصيلها إلى الزبائن.
ورغم قساوة الظروف المحيطة به، فإنّ هذا الصبي مصرّ على الابتسامة في وجه المحن، وتحدي كل الصعاب التي قد تعترض سبيله وهو يرسم في الأفق حلم غد جميل.