تعديل نظرة المدارس إلى "الهنود الحمر"

01 نوفمبر 2019
ليسوا شعباً واحداً (كينا بيتانكور/ Getty)
+ الخط -
يقدم منهج جديد من "المتحف الأميركي الهندي" مزيداً من الفهم العميق للتاريخ الذي يساء تفسيره عادة بخصوص السكان الأصليين. ويشير موقع مؤسسة "سميثسونيان" التعليمية والبحثية المتخصصة، إلى أنّ التلاميذ في الولايات المتحدة لا يحصلون عادة على تعليم شامل ودقيق حول السكان الأصليين، فقد خلصت دراسة أجراها عام 2015 باحثون في جامعة "بنسلفانيا" أنّ 87 في المائة من المحتوى الذي يدرّس عن الأميركيين الأصليين يشمل السياق المؤلف قبل عام 1900 حصراً. ولم تذكر 27 ولاية الفرد الأميركي الأصلي في كتب التاريخ الخاصة بها: "عندما ينظر المرء إلى الصورة الأكبر التي رسمتها البيانات الكمية، فمن السهل القول إنّ سرد تاريخ الولايات المتحدة يتخذ جانباً واحداً خصوصاً في ما يتعلق بإغفال الشعوب الأصلية" بحسب الدراسة.

على هذا الأساس، بدأ "المتحف الأميركي الهندي" التابع لمؤسسة "سميثسونيان" تصويب هذه النظرة من خلال مبادرة التعليم الوطني، التي أطلقت للمرة الأولى في فبراير/ شباط 2018. تهدف المبادرة إلى تحسين كيفية تدريس تاريخ وثقافة الأميركيين الأصليين في مدارس البلاد عبر تقديم وجهات نظر السكان الأصليين وتعزيزها. في الوقت المناسب لبداية العام الدراسي 2019- 2020، أصدرت المبادرة ثلاث خطط جديدة للدرس، تقدم نظرة أعمق على ابتكارات إمبراطورية إنكا، وتتحقق من أسباب فشل بعض المعاهدات بين القبائل الأصلية والحكومة الأميركية، كما توفر استكشافاً متعمقاً لإبادة قبيلة الشيروكي.



في صميم المبادرة مفاهيم أساسية مكونة من عشرة أجزاء لمساعدة المعلمين على التفكير في كيفية تعليمهم التاريخ الأصلي. تتحدى بعض المفاهيم بشكل مباشر الروايات المقدمة في المدارس، مثل فكرة "الهنود الأميركيين" كمجموعة متجانسة: "لا توجد ثقافة أو لغة هندية أميركية واحدة. الهنود الحمر هم أفراد في جماعات قبلية مختلفة". فكرة خاطئة أخرى تتناولها المناهج الدراسية هي أنّ الهنود الأميركيين شعب من الماضي: "اليوم، تتشكل هوية السكان الأصليين من خلال العديد من العوامل الاجتماعية والسياسية والتاريخية والثقافية المعقدة"، وهي تسلط الضوء على العمل الذي قاموا به لتعزيز هوياتهم الثقافية: "في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين، سعت مجتمعات هندية أميركية عديدة إلى تنشيط واستعادة لغاتها وثقافاتها".

وعلى الرغم من أنّ موظفي المبادرة لديهم خطط مكثفة للمواضيع التي يرغبون في تغطيتها لاحقاً، ركزت المبادرة حتى الآن بشكل أساسي على التوسع في الموضوعات التي يجري تدريسها أساساً في المدارس، بهدف تصويبها.