وقال رئيس مجلس قروي دير الحطب عبد الكريم حسين لـ"العربي الجديد": "إن المزارعين في دير الحطب اكتشفوا اليوم، أن مئات اشجار الزيتون سرقت ثمارها في منطقة (رأس حازم) المحاذية لمستوطنة (ألون موريه) المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك، إضافة إلى تكسير أغصان بعضها".
ولفت إلى أن اتهام المستوطنين بالقيام بهذه الاعتداءات، جاء بعد أن تركوا حاجياتهم في المكان، وخطوا شعارات على بعض الصخور الموجودة في المكان، مؤكدا أن هذه سياسة من المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال؛ تأتي من أجل ثني المزارعين الفلسطينيين عن الوصول إلى أراضيهم أو الاعتناء بها، في ظل عمليات سرقة المحصول التي تحدث مؤخرًا.
أما المزارع نصر شحادة، فقد أشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن المستوطنين سرقوا الثمار عن مئتي شجرة زيتون من أصل مئتين وثمانين تملكها عائلته، ما يعني أن خسارة فادحة لحقت بهم.
وتابع: "توجهت برفقة أسرتي وجيراني وفقا لتنسيق مسبق لقطف الزيتون في قطع الأراضي التي تقع في خربة الرملة في دير الحطب، فتفاجأنا بأن كل ثمار الزيتون، قد تم سلبها من المستوطنين".
ويسمح الاحتلال للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم لقطفها، في أوقات محددة ومعدودة جدا في العام، وقد أدت إجراءات الاحتلال، إلى تراجع منتوجها لقلة العناية بها، ناهيك عن تعرضها للحرق والتخريب والسرقة من المستوطنين.
من جهة أخرى، تصدى عشرات الفلسطينيين في بلدتي "حوارة" و"بورين" جنوب نابلس لهجوم على أراضيهم نفذه مستوطنون من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضيهم، ومحاولة سرقة المحصول وقطع أشجار الزيتون.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"العربي الجديد": "إن الهجوم بدأ مع ساعات الصباح الباكر وبشكل مفاجئ، إذ استغل المستوطنون قلة أعداد المزارعين الفلسطينيين وتفرقهم في أراضيهم الممتدة، وعمدوا إلى قطع بعض الأشجار باستخدام (منشار كهربائي)، لكن يقظة المزارعين وتواصلهم فورا مع أقاربهم ومع المجالس القروية ساعد في سرعة نجدتهم، حيث هب العشرات للدفاع عن أراضيهم، وأفشلوا الهجوم".
ولفت إلى أن اشتباكا مباشرا وقع بين الفلسطينيين والمستوطنين، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال وتعتدي على المزارعين بالضرب المبرح، وتوفر حماية للمستوطنين الذين تراجعوا للوراء، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين برضوض بينهم رئيس بلدية حوارة ناصر الحواري ونائب رئيس البلدية كمال عودة وشخص ثالث، جرى اعتقالهم خلال تصديهم لهجوم شنه المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال.
وشدد دغلس على أن اعتداءات المستوطنين تتكثف عادة في موسم قطف الزيتون، وبخاصة في البلدات القريبة من المستوطنات ومنها بلدات شرق وجنوب نابلس، وتم أخذ العبرة من خلال الإعلان عن تشكيل لجان حماية شعبية في تلك المناطق.
Facebook Post |
كما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الفلسطينيين الثلاثة أصيبوا خلال الاشتباك المباشر مع المستوطنين، الذين عمدوا للاعتداء الجسدي على المزارعين ومحاولة سرقة ثمار الزيتون التي عملوا على قطفها، إضافة لاستخدام منشار كهربائي لقطع الأشجار.
يذكر أن موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية، انطلق منتصف الشهر الجاري، وسط توقَّعات بإنتاج نحو عشرة آلاف طن من زيت الزيتون لهذا العام.