وقالت الطفلة رنيم، وهي في العاشرة من عمرها: "منذ اليوم الأول للاعتصام نزلت مع عائلتي لنعبر عن رأينا، واليوم أعبر عن رأيي من خلال رسم لبنان كما أحبه، فأنا أحبه أخضر، وخالياً من النفايات، والكهرباء فيه مؤمنة كما في بقية الدول".
وقالت الشابة بهية النعماني: "شاركت منذ اليوم الأول للاعتصام، وسأبقى حتى تسقط الحكومة، ولنا مطالب عدة، من أهمها توفير الوظائف للخريجين من دون محسوبية أو واسطة، واليوم نقوم بالرسم على وجوه الأطفال من أجل غرس حق المطالبة بالحقوق في نفوسهم، من حقهم التعليم، والطبابة، والكهرباء، والمياه، وخفض الضرائب، واستعادة الأموال المنهوبة".
وأضافت النعماني: "قمنا بجمع تبرعات مادية، وتوجهنا إلى مكتبات صيدا، واشترينا ما نحتاجه من ألوان وأوراق وبقية مستلزمات الرسم، وأتحنا للأطفال أن يرسموا لبنان كما يحبونه، ونحن نرسم على وجوههم لبنان الذي نريده".
رندة الزورغلي فنانة تشكيلية متخصصة بالغرافيك، وقالت: "قررنا التعبير عن رأينا خلال الاعتصام بالرسم على الجدران، فكل إنسان يمكنه أن يعبر بطريقته الخاصة، وسلاحنا هو الرسم، فرسمنا الكنيسة والجامع معاً للدلالة على أننا جميعنا يد واحدة في الدفاع عن حقوقنا. يهمني أن أذهب لتقديم طلب العمل فلا يسألونني عن المنطقة التي أنحدر منها. عندما يرون حجابي يدركون أنني مسلمة، لكنهم يسألونني عن مذهبي، وكل هذا يجب أن يتوقف".
على جانب آخر من الاعتصام، كان عدد من طلبة الجامعة يجهزون الساندويتشات للمتواجدين في الاعتصام، وبرزت الفكرة بسبب احتياج كثيرين للطعام واستغلال البعض للحراك لرفع الأسعار، فقام الطلاب بجمع التبرعات من أجل توفير الطعام للمعتصمين وعمال النظافة.
وقال الطالب زكي كسم: "نحن طلاب جامعات خاصة وحكومية، ومعنا مهندسون، ومعلمات، ونقوم بتجهيز ساندويتشات فلافل بالمجان. جمعنا المال من بعضنا، وفي البداية كنا أربعة أشخاص، والآن صرنا عشرة أشخاص، كما أن بعض الناس يتبرعون بما يستطيعون من أموال. اليوم، جهزنا 200 سندويتش، وهي متاحة للجميع".
وقالت طالبة علم النفس، نور ربيع: "نحرص على تأمين الطعام للأشخاص الذين يبيتون في مكان الاعتصام، فهناك 13 خيمة تقريباً، ويظل فيها ليلاً نحو مائتي شخص، منهم من ينام بالخيام، ومنهم من يفترش الأرض، كما أن البعض ينامون داخل السيارات".
في وسط مكان الاعتصام ينتشر فريقان من طلاب المدارس الذين يقومون بجمع النفايات لمساعدة عمال النظافة، ويعمل قسم منهم في الفترة الصباحية، وآخرون في الفترة المسائية، وقالت الطالبة راسيل الهبش: "نحن هنا من أجل مستقبلنا، وقد تطوعنا لتنظيف الشارع لأن هناك أشخاصًا ينامون في المكان، ويهمنا الحفاظ على البيئة".