وزادت أعداد المتظاهرين في ساحتي رياض الصلح والشهداء بعد كلمة الحريري، وأكد كثيرون أنهم لا يحتملون المزيد من الوعود التي لا يمكن تطبيقها، وأنهم سئموا من كثرة الكلام الحكومي، وأن الشارع بات الحل الأمثل.
في مظاهرة ساحة رياض الصلح، كررت مكبرات الصوت التي يستخدمها المتظاهرون أن الهدف هو إسقاط النظام الحاكم، وإسقاط السياسات الطائفية، وإن اعتبر البعض أن ما أعلنه الحريري انتصار للشارع الغاضب، ويعتقد متظاهرون أن خطة الإصلاحات متأخرة، وليس فيها الحلول التي ترضيهم.
وقالت المتظاهرة آية جمال لـ"العربي الجديد"، إن خطة الحريري "تُعد إلى حد ما انتصاراً، إلا أننا لا نثق في تطبيقها. ما لم يتم إنجازه في 30 سنة يستحيل أن يُنجز في 72 ساعة. نحن نريد إصلاح البلد وليس خطة قد تُنفذ وقد لا تُنفذ. سأظل في الشارع حتى تحقيق المطلب الأساسي، وهو استقالة الحكومة وإنشاء حكومة تكنوقراط مصغّرة، وتحديد موعد انتخابات مبكرة للمجلس النيابي".
من جانبه، يعتقد أنس أبو نوح أن "كلام الحريري لا يقدم ولا يؤخّر، فالحال هو نفسه. منذ اتفاق الطائف عام 1992، والأحوال في تدهور، ولا يمكن إصلاح هذا التدهور في ثلاثة أيام. يجب تنظيف البلد من أصغر موظف لأكبر موظف، وإلا لن يتغيّر شيء. الشعب يجب أن يبقى في الشارع حتى إسقاط السلطة الفاسدة، وتشكيل سلطة يترأسها شخص باستطاعته إصلاح الأمور، إذ لا أحد يثق في كلام الحريري".
ويعتقد فداء هلال، المتواجد في الشارع منذ أربعة أيام، أن "كلام الحريري غير منطقي، ومن المستحيل أن تنفذ هذه الإصلاحات. حتى لو خفضوا الرواتب بنسبة 50 في المائة، فلا يزال الوزراء والنواب يتقاضون أكثر من الحد الأدنى للأجور، وهذا أمر غير منصف. هذه الحلول لن تتحقق خلال شهر أو شهرين، وهم يعتقدون أن غضب الناس سيخفت، وأنهم سيتابعون الحكم. هذه الطبقة السياسية تشبه الأحذية الضيقة، والتي قرر الشعب تغييرها ليرتاح".