الاحتلال يعتقل الطفل الفلسطيني غنام ويحرمه من الاحتفال بعيد ميلاده

17 أكتوبر 2019
الطفل غنام الذي اعتقله جيش الاحتلال (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يحتفل الطفل الفلسطيني، خالد سليمان غنام، من سكان مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، بعيد ميلاده الثاني عشر، اليوم الخميس، بعدما حرمه الاحتلال من الاحتفال مع عائلته التي كانت تتجهز لهذه الفرحة.

وعلى الرغم من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت عن الطفل خالد بعد تسليمه للارتباط العسكري الفلسطيني مساء اليوم ذاته، بحسب تأكيد شقيقه نائل لـ"العربي الجديد"، إلا أن الاعتقال كدّر عائلته، وخصوصاً أمه ندوة غنام، التي أعربت عن أقصى مخاوفها، وعدم قدرتها أن تتخيل بأن طفلها الذي ينام بجانبها منذ ولادته اعتقل لدى جيش الاحتلال، وقالت لـ"العربي الجديد": "لقد نزل عليَّ خبر اعتقاله كالصاعقة، ولم أصدق ذلك".

وكانت أمّ خالد تتجهز لشراء كعكة عيد الميلاد لأجل الاحتفال بعيد ميلاد ابنها الذي يوافق اليوم، إذ تقيم له حفلاً كل عام بمشاركة إخوته وأخواته من أبيه، لكن هذا العام حرمها الاحتلال من ذلك، وتقول: "كنا نتجهز للفرحة بعيد ميلاد خالد لكن الاحتلال دائماً ينزع الفرحة من قلوبنا ومن قلوب الأطفال".

وتوضح الأمّ، أن طفلها يلعب عادة قرب المنزل مع أطفال الحي، لكنه هذه المرة ذهب للعب مع أصدقائه قرب حديقة الحيوان القريبة من المعبر الشمالي لمدينة قلقيلية، وتأخر كثيراً، حينها بدأ إخوته بالبحث عنه ليتبين أن قوات الاحتلال قد اعتقلته.


أما المسن سليمان غنام، والد الطفل خالد، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أن طفله لم يفعل شيئاً، حرمنا الاحتلال من الفرحة بعيد ميلاده، وحرمه من مدرسته، هو متفوق بالمدرسة وطفل هادئ ومحبوب.

وخالد الابن الوحيد لأمه، بعدما تزوج والده عقب وفاة زوجته الأولى وأنجباه، لم ينم الوالدان قلقاً على مصيره. في بادئ الأمر فقدت آثار خالد عصر أمس الأربعاء، وبدأت العائلة بالبحث عنه والتواصل مع الجهات المختصة في الارتباط الفلسطيني، ليتبين لهم الليلة الماضية، أنه معتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي حينما كان يلعب بجانب حديقة الحيوانات الواقعة على المدخل الشمالي لمدينة قلقيلية، لكن العائلة لا تعرف مكان احتجازه وظروف اعتقاله لغاية الآن، وفق ما أكد نائل غنام شقيق الطفل خالد لـ"العربي الجديد".

ويوضح نائل أن شقيقه خالد كان يلعب كرة القدم مع أصدقائه الأطفال قبل اعتقاله، حينما فقدناه كان الوقت بعد غروب شمس يوم أمس الأربعاء، وبعدما أبلغنا الارتباط الفلسطيني تواصل مع الجانب الإسرائيلي، وتبين لهم أنه معتقل فعلاً لدى قوات الاحتلال، لكن المفاجئ لنا بعد تواصلنا مع عدة مؤسسات حقوقية أنهم لا يعرفون مكان اعتقاله، إذ تضاربت الأنباء، وتبين لنا أنه معتقل على ذمة جيش الاحتلال ولا يوجد لدى شرطة الاحتلال.

الطفل خالد غنام، طالب في الصف السابع بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مدينة قلقيلية، وهو بحسب عائلته، طفل هادئ ومهتم بدراسته ويحب الرياضة ويلعب كرة القدم مع أصدقائه الأطفال في الشارع، كما يحب ركوب الخيل ولا يعاني أية أمراض.

نائل غنام يشدد على أن ما جرى لشقيقه خالد أسلوب دنيء من قبل الاحتلال، وحتى إذا افترضنا أنه فعل شيئا فيجب الأخذ بعين الاعتبار حداثة سنه، لقد حرم الاحتلال خالد ووالديه من الاحتفال بعيد ميلاده الثاني عشر حيث كانت أمه تتجهز للاحتفال بعيد ميلاده وهو من مواليد 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2007، "لم ينم والداه من القلق على خالد، ووالدي رجل مسن يبلغ من العمر 78 عاماً".

وفي وقت لاحق مساء اليوم الخميس، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن الطفل خالد غنام بعد تسليمه للارتباط العسكري الفلسطيني، وفق ما أكده شقيقه نائل لـ"العربي الجديد".
وقال نائل:" لقد أقمنا احتفالاً بالمنزل لخالد بعيد ميلاده الثاني عشر، واحتفاء بتحرره من سجون الاحتلال".

وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها نحو 200 طفل، تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وخلال الثلاثة أشهر الماضية عمدت قوات الاحتلال إلى اعتقال واستدعاء أطفال فلسطينيين خاصة في القدس، إذ تهدف سلطات الاحتلال من ذلك بحسب مراقبين، إلى بث الرعب والخوف في قلوبهم.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قد استنكرت إقدام سلطات الاحتلال أمس الأربعاء، على اعتقال الطفل خالد سليمان غنام، فيما حملت هيئة الأسرى حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اعتقال الطفل غنام، محذرة من ترهيبه وإخضاعه للتحقيق غير القانوني لانتزاع اعترافات منه.


وشددت هيئة الأسرى الفلسطينية على أن اعتقال الطفل غنام يأتي استمراراً للهجمة الشرسة بحق الأطفال الفلسطينيين، والتي تُدار من حكومة الاحتلال والمخابرات الإسرائيلية بشكل مباشر، منتهكة كل المواثيق والأعراف الدولية التي نصت على ضرورة حماية الطفولة وحقوقها.

وأكدت الهيئة أن سلطات الاحتلال تواصل ارتكاب جرائم علنية وواضحة بحق الأطفال القاصرين، وأن الطفولة الفلسطينية تتعرض للخطر الشديد والدائم في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات الاسرائيلية المسعورة والمخالفة للقانون الدولي، ولاتفاقية حقوق الطفل العالمية.