تضارب حول أعداد النازحين من شمال شرقي سورية وغياب المساعدات الإنسانية

16 أكتوبر 2019
المساعدات الإنسانية شحيحة مقارنة بأعداد النازحين السوريين (بوراك كارا/Getty)
+ الخط -
تتزايد أعداد النازحين من مناطق تستهدفها العملية العسكرية التركية التي بدأت في شمال وشرق سورية قبل نحو أسبوع، وقدرت الأمم المتحدة أعداد النازحين بنحو 160 ألف نازح، في حين قالت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، إن العدد بلغ نحو 275 ألف نازح، في ظل غياب المساعدات الإنسانية بعد مغادرة منظمات إغاثية لتلك المناطق.

وقالت النازحة من تل أبيض، عايدة محيسن، لـ"العربي الجديد": "خرجنا من بلدتنا تحت قصف المدفعية التركية، حتى أن أهلي لم يتمكنوا من جلب أوراقنا الرسمية. خرجنا بما علينا من ثياب، ووصلنا إلى بلدة قريبة من الرقة، وهناك أرشدونا إلى مدرسة خصصت لإيواء النازحين".
وأضافت محيسن: "الوضع سيئ جدا، فالمدرسة تغص بالنازحين، وهي غير مجهزة لاستقبال هذا العدد الكبير، كما لا توجد مساعدات إنسانية تذكر، وحاليا نمتلك بعض المال الذي يسمح لنا بتأمين حاجياتنا المعيشية اليومية، لكن بعد أيام سينفد المال، ولا نعلم كيف سنتدبر أمرنا".
وقال الناشط بمدينة الرقة، أبو عمار الرقاوي، لـ"العربي الجديد": "هناك نزوح كبير من تل أبيض، واستطعت أنا وأصدقائي تأمين منازل لإيواء 17 عائلة حتى الآن، أما العائلات الأخرى، وهي كثيرة جدا، فأغلبها تقيم عند أقاربها ومعارفها، ولم أشاهد عائلات تعيش في خيام داخل المدينة، لكن أعداد النازحين من تل أبيض ورأس العين في زيادة يوميا".
ولفت الرقاوي إلى أن "مجالس إدارة الأحياء في المدينة أخذت دفاتر عدد من العائلات النازحة من رأس العين، بقصد توزيع المساعدات عليها، إلا أنها إلى اليوم لم تتسلم أي شيء".

وقدرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، حاجتها إلى 31.5 مليون دولار أميركي إضافية، لتغطية نشاطاتها في شمال شرقي سورية، ولفتت المفوضية إلى أنها قدمت مساعدات لنحو 31800 شخص في مراكز الإيواء الجماعية في الحسكة وتل تمر والرقة، منذ بدء تركيا العمليات العسكرية في التاسع من الشهر الحالي. 
وذكرت المفوضية أن المساعدات شملت بطانيات ومصابيح وخياما وأغطية، لافتة إلى أن النازحين بحاجة إلى الإسعافات الأولية، والدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى العمل على حل مشكلة فقدان النازحين لوثائق إثبات الشخصية. وأعلنت المفوضية الأحد الماضي وقف عملها في مخيم عين عيسى بريف الرقة، والذي يضم نحو 13 ألف نازح.



من جهتها، قالت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية"، في بيان مساء أمس الثلاثاء، إن "الأوضاع الإنسانية للنازحين سيئة، في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية، وقيام المنظمات الدولية بإيقاف عملها وسحب موظفيها من مناطق شمال وشرق سورية".

وأدت موجة النزوح الكبيرة من تل أبيض ورأس العين وباقي المدن والبلدات والقرى إلى المبيت في العراء، والعيش في المدارس لعدم توفر الخيام أو المساعدات، ووجهت "الإدارة الذاتية"، في بيانها "نداءً إنسانياً عاجلاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي للتدخل السريع وتقديم المساعدات الطبية الإنسانية للنازحين لتجنب تفاقم الأزمة" التي سببتها العمليات العسكرية التركية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن العديد من المنظمات علقت عملها في شمال وشرق سورية، ومنها منظمة "أطباء بلا حدود"، ومنظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية، و"لجنة الإنقاذ الدولية"، و"وكالة التعاون التقني والتنمية"، ومنظمة "هاندي كاب".