انتفاضة فلسطينية احتجاجا على تعذيب الأسير سامر العربيد ومطالبة الصليب الأحمر بزيارته
جاء ذلك بعد اعتصام نظمه الأهالي والمؤسسات الفلسطينية المهتمة بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، احتجاجاً على ما تعرض له الأسير سامر العربيد من تعذيب، وتضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام.
وقالت وزيرة الصحة مي كيلة في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن الوزارة أوصلت للصليب الأحمر، أنها على استعداد لإرسال بعثة طبية فلسطينية أو دولية إلى مستشفى هداسا، أو مكان اعتقال الأسير العربيد من أجل فحصه".
وشددت كيلة على أن "كل الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي قلقان وتتجه الأنظار إلى مستشفى هداسا حيث يرقد العربيد، ونحن مستعدون لإرسال طاقم طبي من أجل إنقاذ حياته".
وتصاعدت الاحتجاجات الغاضبة على تعذيب الاحتلال الإسرائيلي للأسير، وتدهور حالته الصحية بشكل خطير ونقله للمستشفى، بعد يومين على اعتقاله، وأصيب عشرات من طلبة جامعة بيرزيت شمالي رام الله، ظهر اليوم الثلاثاء، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع في محيط المدخل الشمالي لمدينة البيرة؛ نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع على مسيرة نظموها باتجاه حاجز بيت إيل العسكري.
ونظم الطلبة فعاليتهم في البيرة، بعد اعتصام نظمه مجلس الطلبة والحركة الطلابية بجامعة بيرزيت ظهر الثلاثاء، نصرة للأسرى، ولا سيما الأسرى من طلبة الجامعة، واستنكارا لما تعرض له الأسير سامر العربيد من تعذيب.
وأشعل الطلبة الإطارات ووضعوا حجارة في الطريق لعرقلة دوريات الاحتلال، وقال أحد الطلبة لـ"العربي الجديد": "نحن مع الأسرى وسنبقى دائما معهم، وجئنا إلى هنا برسالة دعم للأسير العربيد"، وقال طالب آخر: "الاشتباك المباشر مع الاحتلال على نقاط التماس هو أفضل رسالة للعدو".
وفي وقت لاحق، أعلنت مجموعة من الطلبة والنشطاء الفلسطينيين وأهالي الأسرى اعتصاما مفتوحا داخل مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة، معلنين أن الاعتصام سيستمر إلى حين تلقي عائلة الأسير سامر العربيد خبرا يفيد بأن طبيب الصليب الأحمر قد زاره، وأطلع عائلته بشكل عاجل عن حالته الصحية.
وقالت المعتصمة وفاء أبو غلمة، وهي زوجة الأسير عاهد أبو غلمة، لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتصام يأتي للضغط على الصليب الأحمر من أجل القيام بدوره، وتنظيم زيارة للأطباء للكشف عن وضعه"، وشددت على أن "الصليب الأحمر الدولي يتحمل جزءا من المسؤولية كونه مؤسسة دولية عملها الاعتناء بالمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية".
وجاء في رسالة موجهة للصليب الأحمر وزعها النشطاء: "ها قد مضت أربعة أيام على نقل المعتقل سامر العربيد للمشفى، في وضع صحي خطير يهدد حياته نتيجة للتعذيب الذي تعرض له أثناء التحقيق معه من قبل مخابرات الاحتلال، وحتى الآن لم تقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بواجبها لزيارة المعتقل وإطلاع عائلته على وضعه الصحي. حالة المعتقل سامر الصحية خطرة للغاية وفقاً لمحاميه، ووصل مشفى هداسا جبل الزيتون يوم الجمعة الماضي، فاقداً للوعي ومصاباً بكسور في القفص الصدري، وآثار الضرب في كافة أنحاء جسده وفشل كلوي شديد".
بدورها، قالت مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان سحر فرنسيس لـ"العربي الجديد": "إن الصليب الأحمر لم يتمكن حتى اللحظة من زيارة العربيد"، وعبرت فرنسيس عن أسفها لعدم التمكن من ذلك رغم تعرضه لهذا الكم من التعذيب.
وأكدت فرنسيس: "يجب أن يكون الباب مفتوحا للصليب الأحمر للزيارة وتوثيق حالة التعذيب، وفتح تحقيق في التعذيب الذي أدى إلى هذا الوضع الصحي الخطير، والطلب بالسماح بزيارة العربيد من قبل أهله".
وحول تطورات الوضع الصحي للعربيد، قالت فرنسيس: "نأمل أن تطورا بسيطا جدا حصل على وضعه، ولكنه لا يزال في مرحلة الخطر، ولا يزال يتلقى أدوية تجعله نائما كل الوقت حتى يتم علاجه، ويخضع لغسيل الكلى، وهو قيد التنفس الاصطناعي، ولا يستطيع الحديث، حيث زاره بالأمس محامي الضمير لمدة قصيرة".
أما بما يتعلق بالملف القانوني لسامر العربيد، فأشارت فرنسيس إلى أنه لا يزال رهن الاعتقال للتحقيق وليس متهما، ولم تنته حيثيات ملفه بعد، وستنظر المحكمة الإسرائيلية غدا الأربعاء، في طلب قدمه طاقم الدفاع لإخلاء سبيله.
وخلال الوقفة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في كلمة له، "إن ما حصل من جريمة تعذيب تضاف لجرائم الاحتلال، لا يمكن أن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، الذي يلتف حول الأسرى"، مطالبا بمحاكمة الاحتلال على هذه الجريمة وعلى الجرائم الأخرى، مندداً بسياسة الكيل بمكيالين من قبل المؤسسات الدولية.
أما ناصر غنام شقيق الأسير أحمد غنام المضرب عن الطعام منذ 79 يوما، فطالب في كلمة له بالوقوف مع الأسرى، قائلا: "يعاني الأسرى من تخاذل التنظيمات الفلسطينية، وما حصل مع سامر العربيد يحتم وقوف الجميع لوقف سياسة التعذيب، فلو كان الاحتلال يعلم أن هناك تبعات لما يقوم به من تعذيب لما وصل إلى هذا الحد"، محذرا من الوضع الصحي الخطير الذي يعانيه شقيقه المضرب أحمد غنام وباقي الأسرى المضربين عن الطعام.
ويواصل ستة أسرى الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال ضد سياسة الاعتقال الإداري بلا تهمة وبلا سقف زمني للإفراج عنهم.