تصل العاصفة "نورما" إلى ذروتها مساء اليوم الثلاثاء، بعد أن ضربت العديد من مناطق لبنان السبت الماضي، وسط تخوف من تأثيراتها على المواطنين في ظل البنية التحتية المهترئة، وخصوصا في العاصمة بيروت التي غرقت شوارعها بمياه الأمطار ليعلق كثيرون في سياراتهم.
وأدت العاصفة إلى انهيار طرق وقطع أخرى في مناطق لبنانية عديدة، وتسببت بشلل في حركة السير في اتجاهات مختلفة وزحام شديد في كثير من المناطق، وسقطت كتل صخرية وجدران مخصصة لحماية الطرق في عدد من مناطق الجنوب والشمال وجبل لبنان، كما جرفت السيول الحصى والأتربة مما أدى إلى تضرّر سيارات ومنازل.
ودعا المكتب الاعلامي لوزارة الصحة اللبنانية في بيان، إلى إغلاق حضانات الأطفال يوم غد الأربعاء، بسبب العاصفة، كما قرّر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، مروان حمادة، إغلاق المدارس والثانويات والمهنيات كافة، حتى تلك التي تعتمد الدوام المسائي للنازحين، ابتداء من ظهر اليوم الثلاثاء حتى صباح الخميس المقبل، تجنباً لحدوث انزلاقات أو حوادث لسيارات تقل تلاميذ بسبب الثلوج وسوء الرؤية.
وترأس حمادة في وقت سابق، اجتماعا لغرفة العمليات الخاصة بالأوضاع الطارئة في وزارة التربية والتعليم العالي، وبعد التواصل مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي (الشرطة) ومصلحة الأرصاد الجوية، تم اتخاذ قرار إقفال المدارس والمهنيات الرسمية في المناطق الجبلية والداخلية الواقعة على ارتفاع 700 متر وما فوق، على أن يترك للمدارس الخاصة تحديد موقفها، وكل مدرسة بحسب واقعها الجغرافي، وعلى مسؤولية المؤسسات والمديرين المعنيين، آخذين في الاعتبار الواقع التربوي وسلامة التلاميذ.
ورغم قرار الوزير باستثناء المدارس والمهنيات الرسمية التي تقع على ارتفاع أدنى من 700 متر، إلا أن عدداً كبيراً من أهالي التلاميذ لم يرسلوا أبناءهم إلى المدارس اليوم الثلاثاء، خصوصا المدارس التي تقع على الساحل، تلافياً لتعريضهم لأي خطر أو حوادث قد تتسبّب بها العاصفة.
من جهتها، أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات، بيانات متعلّقة بإرشادات السلامة في الحوادث، والتدفئة والوقاية أثناء العواصف، وإرشادات خاصة بالوقاية من الصواعق.
وعبّر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من سوء البنية التحتية في البلاد، وغياب الخدمات الذي تظهر خطورته خلال العواصف، وانتقدوا غياب السلطات عن التحضير المناسب لفصل الشتاء، وتكرار غرق شوارع المدن كلما هطلت الأمطار.