وجدت دراسة صينية جديدة أنه كلما ارتفعت معدلات تلوث الهواء زادت التعاسة لدى الناس، وكلما تحسنت جودة الهواء زادت معدلات السعادة.
وذكرت صحيفة "شاينا ديلي" في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الباحثين أصدروا دليلاً إحصائياً على أن تلوث الهواء يجعل سكان المدن الصينية أقل سعادة.
وأشارت إلى أنه من المتوقع نشر منهجهم البحثي المستند إلى تحليل البيانات الضخمة على الإنترنت، والتي تبيّن مدى رضا الناس عن معدل التحسن في جودة الهواء، لافتة إلى أن الدراسة نشرت في دورية "طبيعة السلوك البشري"، في 22 يناير الجاري، والتي خلصت إلى أن تركيز الجسيمات PM2.5 في الهواء مرتبط بالحالة المزاجية بين الناس.
ووجدت الدراسة، وهي جهد مشترك من قبل الخبراء حول البيانات الكبيرة والاقتصاد الحضري والعلوم البيئية، أن الناس أكثر تأثرا في العطلات وأيام نهاية الأسبوع بالظروف المناخية القاسية، وأن سكان المدن أكثر حساسية لتلوث الهواء، خصوصاً النساء منهم.
وجمع الباحثون وحللوا 210 ملايين تغريدة على منصة "سينا ويبو" الرئيسية في الصين من بين وسائل التواصل الاجتماعي، عبر 144 مدينة صينية، من مارس/آذار إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وبنوا نتيجتها مقياساً يومياً للسعادة على مستوى كل مدينة على أساس المشاعر المُعرب عنها.
— China Daily (@ChinaDaily) ٣٠ يناير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ووجدت الدراسة أن مؤشر السعادة ينخفض انخفاضا حادا، حين تعلن الحكومة عن حالة تأهب "تلوث شديد".
وتقيس مناهج البحث التقليدية السعادة من خلال مطالبة الناس بتقييم مدى رضاهم عن الحياة أو تقييم مزاجهم. ومع ذلك، يمكن لمثل هذه الأساليب أن تشكل تحدياً للتمييز بين السعادة في الوقت الفعلي والسعادة على المدى الطويل. واعتبر الباحثون أن النهج المستخدم في الدراسة الجديدة يساعد على معالجة مشكلة تلوث الهواء.
تمكن الباحثون من قياس السعادة في الوقت الحقيقي، من خلال إجراء تحليل دلالي للمشاعر المعبر عنها في التعليقات على "سينا ويبو"، بمساعدة خوارزمية تحليل المشاعر المدربة آليًا من اللسانيات الحاسوبية.
كما أشارت الدراسة إلى أن التأثير السلبي الشامل لتلوث الهواء على سعادة الناس الذي أظهرته الدراسة يمكن التقليل من دقته، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأشخاص الأصغر سناً والأكثر تعليماً هم أكثر نشاطًا في وسائل الإعلام الاجتماعية من كبار السن، الذين هم أكثر عرضة للتأثيرات الصحية للهواء الملوث.
— wild nature (@james45609411) ٢٣ يناير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وخلصت الدراسة إلى أن "انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع زاد من رغبة الصينيين وقدرتهم على التعبير عن عدم رضاهم تجاه تلوث الهواء وغيره من قضايا الحياة"، مضيفة أن مطالبة الشباب والمتعلمين بتوفير هواء نظيف حافز للحكومة لتطبيق المعايير البيئية.
وقال وانغ جيانغ هاو، وهو خبير كبير في البيانات كان المؤلف الرئيسي للدراسة، إن الباحثين يواصلون متابعة التغيرات في مؤشر السعادة وجودة الهواء، ما سيساعد في تحديد ما إذا كان الناس راضين عن التحسينات في الهواء".
كما ستوسع الدراسة لتغطية التأثير المحتمل لتلوث الهواء على خطط سفر الأشخاص وتناول الطعام والترفيه. وقال وانغ، وهو باحث مشارك في معهد العلوم الجيولوجية والعلوم الطبيعية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن هناك تركيزا محددا على ما إذا كان الهواء السيئ يجعل الأطفال أقل رغبة في الذهاب إلى المدرسة.
وأوضح وانغ أن البيانات الضخمة يمكن أن تلعب دورا كبيرا في دراسات مماثلة تتمحور حول الناس ويتوقع أن تخدم نتائجها الجمهور بشكل أفضل.
ولفت إلى أن دور البيانات الضخمة في الدراسات قد يصبح أكثر أهمية بالنظر إلى أن الحكومة تعهدت بتحسين البيئة، وزيادة سعادة الناس من خلال ضمان المزيد من السماء الزرقاء.