طالبت أسر مختطفين يمنيين في العاصمة السياسية المؤقتة في عدن (جنوب) القوات الأمنية المدعومة من الإمارات بسرعة الكشف عن مصير أبنائها المخفيين قسراً.
وجددت أسرة التربوي زكريا قاسم، المخفي قسراً منذ نحو عام، السلطات الأمنية بالكشف عن مصيره.
وقالت سهام قاسم شقيقة زكريا، لـ"العربي الجديد" إن مدير أمن عدن، العميد شلال شايع، اعترف بوجوده في مديرية الأمن بعد أيام من اختفائه، وأكد أن الإفراج عنه سيتم بعد الإجراءات الروتينية المُتبعة في إطار القانون، لكن لم يُفرج عنه حتى الآن.
وأضافت "لا يوجد ما يُدين شقيقي زكريا (53 عاماً) حتى أنه لم يحمل السلاح طوال حياته، ويعمل في إدارة التربية بمديرية المعلا إلى جانب نشاطه الإنساني خلال أيام الحرب في عدن بين المقاومة وجماعة الحوثي في مارس/ آذار 2015، وكان ينقل الجرحى إلى المستشفيات والمواد الغذائية إلى الأحياء والمناطق المتضررة بسبب الاشتباكات آنذاك".
ولفتت إلى أنهم "بحثوا عنه في كل سجون عدن وطرقوا كل الأبواب من أجل معرفة مصيره، لكن دون جدوى، كما أن الأنباء عن أن شقيقي توفي تحت وطأة التعذيب في سجن بئر أحمد في مديرية البريقة، زادت حالة التوتر بين أفراد الأسرة".
وأكدت سهام أن عملية اختطاف زكريا وعدم السماح لأسرته بزيارته أو التواصل معه لمعرفة وضعه الصحي، تعد انتهاكاً للقانون وحقوق الإنسان.
وحملت سهام الجهات الأمنية في عدن المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقها وسلامته، وما قد يترتب من أضرار نفسية وصحية ومعنوية جراء فترة اعتقاله. ودعت المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان للضغط على السلطات المحلية والأمنية في عدن للكشف عن مصير شقيقها والإفراج عنه.
واختُطف زكريا قاسم في 27 يناير/ كانون الثاني 2018، أثناء ذهابه لأداء صلاة الفجر في أحد المساجد القريبة من منزله، من قبل أربعة عناصر مُلثمين من جهاز مكافحة الإرهاب في عدن والذي يترأسه يسران المقطري المدعوم من الإمارات.
ويشار إلى أن مجموعة من الناشطين نفذت بالتنسيق مع أفراد أسرة المختطف زكريا قاسم وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي، لمُطالبة الجهات الأمنية بالكشف عن مصيره، لا سيما بعد تداول أخبار عن وفاته في سجن بئر أحمد الذي تشرف عليه القوات الإماراتية المشاركة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.
كما ناشدت زوجة المختطف ياسر محمد قاسم الكلدي، الجهات الأمنية إطلاق سراح زوجها المختطف منذ شهر مايو/أيار الماضي.
وقالت زوجة ياسر الكلدي لـ"العربي الجديد" "إن قوات اختطفت زوجي في الثاني من رمضان الماضي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل من البيت، أمامي وأمام الأولاد بعد أن كسروا باب المنزل دون سابق إنذار". وأشارت إلى أن القوات احتجزت ابنها الكبير أيضاً، لكن أُطلق سراحه لاحقاً.
وأكدت "سعينا وحاولنا مراراً معرفة مكانه لكن دون جدوى"، مطالبة الأجهزة الأمنية بالكشف عن مصير زوجها وإطلاق سراحه.
وأوضحت زوجة المختطف أن "قيادياً في المقاومة وهو من المخطوفين سابقاً قال إن زوجي كان مختطفاً عند أبو اليمامة اليافعي بسجن الجلاء بالبريقة، وتعرض للتعذيب بالكهرباء حتى توفي".
وتواصل رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسراً في عدن مطالبة الحكومة بالكشف عن ذويهن المخفيين في سجون سرية، تديرها قوات أمنية موالية للإمارات.