وقالت الإعلامية نضال رافع، في افتتاح الأمسية: "نابلس كانت تعرف بجبل النار، ودمشق الصغرى، وعش العلماء، وملكة فلسطين غير المتوجة".
وقال المؤرخ جوني منصور عن الكتاب: "نابلس عمرهها أكثر من 3500 سنة، وهذه دعوة لإعلان المدينة جزءاً من التراث العالمي. بالنسبة لنا نابلس هي واحدة من مدائن فلسطين الجميلة، مثل عكا ويافا وصفد، وطبريا، وأريحا التي يبلغ عمرها عشرة آلاف سنة. نابلس تتميز بكنائسها ومعابدها ومساجدها، والحمامات القديمة والمدارس".
وأضاف منصور: "نابلس كلمة كنعانية مكونة من اسم أفعى شهيرة واسم قاتلها. (ناب) اسم الأفعي، و(بليوس) اسم الشخص الذي قتلها، ووفق الرواية الإسطورية فإن تلك الأفعى كانت تفرض أجواء من الرعب على المدينة. ويقال إن المعنى الصحيح هو المدينة الجديدة (نيابلويس)، وهناك تسمية أخرى سابقة هي (شكيم)، ويعتقد بعضهم أن الاسم باللغة العبرانية، لكن الاسم كنعاني".
وتشتهر في نابلس الأسواق القديمة ذات الطابع الذي ينقل الإنسان إلى مئات السنين من العمران والهندسة الشاهدة على حضور أصحاب البلاد، وهي مدينة الكنافة الأكثر شهرة في العالم، وتتكون البلدة القديمة من ثلاث قصبات، ولها 16 بوابة، وبين أبرز ما يلفت الانتباه فيها حارة "حبس الدم".
وقال المؤلف نصير رحمي عرفات، في كلمة فيديو مسجلة، إنه يعمل على كتاب "نابلس مدينة الحضارات" منذ 14 سنة، بعد أن قام بتجميع صور وقصص عن المدينة: "سبب إنشاء المباني هو في الأساس خدمة الإنسان، وإذا كان هذا هو منطلق البناء المعماري، فالحديث عن الترميم يجب أن يتوافق مع هذا المبدأ، إضافة إلى خصوصية أخرى هي أن البناء التقليدي سواء كان في نابلس أو الخليل أو أي من مدن في فلسطين، هو بناء اجتماعي".
وأوضح أن "البناء الاجتماعي هو الذي يلبي حاجة الإنسان. إذا كنا نتحدث عن البناء الاجتماعي، فإن أول مهمة تقع على عاتق المهندس الذي يبدأ في عملية الترميم هو أن يعيد الروح والحياة الاجتماعية، وأن يعيد المبنى إلى أصله، ويستعيد أصل استخدامه، وإن أمكن له أن يدخل التكنولوجيا الحديثة إلى حياة الإنسان فهذه إضافة يجب أن لا يتغاضى عنها".
وتحدث أستاذ التاريخ، حسن منصور، عن الجانب الاقتصادي والتجاري للمدينة: "نابلس ذات موقع متوسط في فلسطين، مما جعلها محطة لقوافل التجارة القادمة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وكانت القوافل مضطرة للمرور بالمدينة كونها تشغل الممر الضيق الذي يصل الغور بالبحر، ولذلك شكلت محطة مهمة على الطريق التجاري الذي كان يخرج من دمشق وينطلق جنوبا مع طريق الحج، ثم ينفصل عند نهر اليرموك باتجاه إربد وعجلون إلى نابلس فالقدس والقاهرة، وبقي طيلة العصر الإسلامي، قبل أن يتحول في العهد العثماني بعد صراع مع أهالي جبل نابلس في معركة المنس".