مسيرة غاضبة جنوبي الجزائر للمطالبة بتوفير الخدمات الصحية

06 سبتمبر 2018
طالبوا بتوفير الخدمات الصحية (فيسبوك)
+ الخط -
خرج الآلاف من سكان ولاية ورقلة جنوبي الجزائر، اليوم الخميس، في مسيرة غاضبة للمطالبة بتوفير الخدمات الصحية في مناطقهم، وكذلك احتجاجاً على تصريحات وزير الصحة، مختار حسبلاوي الأخيرة عقب حادثة وفاة دكتورة جامعية في مشفى بورقلة بلسعة عقرب.

ورفع المحتجون شعارات تطالب بتحسين خدمات القطاع الصحي في ولاية ورقلة النفطية وفي مجمل مدن الجنوب، وتصف الوضع الحالي بالكارثة.

وتجمع السكان استجابة لنداء أطلقه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط المدينة، في وقفة تحولت لاحقا إلى مسيرة باتجاه المشفى الجامعي في المدينة، وطالبوا بإقالة رئيس الحكومة أحمد أويحيى ومحافظ الولاية والمسؤولين عن قطاع الصحة والتشغيل، بسبب ما وصفوه بسوء التسيير وإدارة الشأن العام.

وقال الناشط المدني في حراك الجنوب، الطاهر بلعباس، خلال التجمع: "إذا كان الرئيس والمسؤولون يعالجون في فرنسا وسويسرا، فنحن نطالب بحقنا في النفط وبحقنا في أن يكون لدينا مستشفى وفقا للمعايير الوطنية على الأقل "، مشيرا إلى أن "الآلاف من المرضى من مناطق الجنوب التي تحوي النفط والثروات يضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مدن الشمال لأجل العلاج أو القيام بتصوير رنين مغناطيسي".

ويضطر بعض المرضى من هذه المناطق إلى التوجه نحو مستشفيات الشمال في الجزائر، أو إلى المصحات الخاصة في تونس للعلاج وإجرء العمليات الجراحية.

وبحسب النشطاء، فقد تقرر تنظيم هذا الحراك الاحتجاجي على خلفية تصريحات مثيرة لوزير الصحة مختار حسبلاوي، بشأن وفاة الدكتورة عائشة سويعات بعد عشرة أيام من دخولها مشفى في ورقلة بسبب إصابتها بلسعة عقرب.

ووصف سكان الجنوب تصريحات الوزير بالمستفزة، إذ اعتبر أنّ العقارب لا تهاجم إلا إذا استفزت، وفهم من كلامه أنه يحمل المتوفاة مسؤولية الحادث الذي تعرضت له، إضافة إلى كونه لم يقدم تعزية لعائلة الفقيدة.

وعاد وزير الصحة الجزائري، تحت الضغط والبيانات المنددة أمس، خاصة من نقابة أساتذة العليم العالي، إلى تقديم اعتذار عن تصريحاته وتوضيحات بشأنها عبر قناة محلية، وقدم تعازيه لعائلة الدكتورة عائشة المعروفة في الأوساط الأكاديمية.

ولم تتدخل الشرطة خلال هذا الحراك الشعبي، وفضلت مراقبة الوضع من بعيد تلافيا لأي انزلاقات وعواقب أو تطور غير محمود، خاصة أن الغضب الشعبي كان كبيرا في ظل المطالب المشروعة.

وقال إيباك عبد المالك أحد منظمي التجمع والمسيرة الاجتجاجية لـ"العربي الجديد": "حرصنا على أن يتم النشاط الاحتجاجي في هدوء وتنظيم تام، نحن بصدد مطالب مشروعة ومرفوعة منذ فترة طويلة، لكن الحكومة لا تستجيب لها، وتقوم في المقابل بصرف المال العام على أنشطة لا معنى لها".   

وقبل أقل من شهر، اعترض سكان مدينة ورقلة ووادي سوف ومدن في الجنوب على تنظيم سهرات فنية لمغني ملاه يتم تمويلها من المال العام، وطالبوا بصرف المال العام على إنشاء بنى تحتية وتحسين خدمات الصحة والتعليم في هذه المناطق.

احتجوا على تصريحات وزير الصحة (فيسبوك)


وخلال السنوات الأخيرة زاد منسوب الحراك الاحتجاجي في مناطق جنوبي الجزائر، بفعل تزايد عدد الناشطين المدنيين، وفشل المؤسسات التمثيلية في التكفل بانشغالات سكان الجنوب. 

زاد مؤخرا منسوب الحراك الشعبي (فيسبوك)