قضى نحو 2400 مهاجر تونسي، غالبيتهم مقيمون في إيطاليا، يوما صعبا، أمس الأحد، بعد أن منعهم إضراب العاملين في الشركة التونسية للملاحة من السفر، ليقبع المسافرون، وبينهم عائلات كاملة، على رصيف ميناء "حلق الوادي" أكثر من 8 ساعات، ضمن طابور من 680 سيارة، قبل أن تتدخل البحرية التونسية لتأمين الرحلات.
وطالب المسافرون، وزارات النقل والهجرة والداخلية ورئيس الحكومة، بالتدخل العاجل لحل الأزمة، بعد أن تعطلت رحلاتهم البحرية باتجاه ميناء جنوة الإيطالي، والتي تسببت في تعطّل مصالحهم، فضلا عن تضرر الشيوخ والنساء والأطفال من البقاء في الميناء لساعات طويلة، حتى إن بعضهم اضطر إلى النوم داخل السيارات وعلى رصيف الميناء.
وسادت حالة احتقان وتشنج بين المسافرين وطاقم شركة الملاحة الذي دخل في إضراب للمطالبة بزيادة الرواتب. كما أعلن أعوان النقابة أن هذا الإضراب الذي يمتد 3 أيام بداية من الأمس، ليس إضرابا مفاجئا، فقد تم تأجيله في جلسة تفاوض سابقة مع الحكومة التي تروّج أنه تمت مباغتتها بالأمر.
من جانبه، أعلن مدير عام النقل البحري، يوسف بن رمضان، عن إصدار أمر تسخير قانوني لإنجاز العمل برغم الإضراب، بعد وصول المفاوضات مع المضربين إلى أفق مسدود على إثر تعذّر الاتفاق حول إحدى نقاط التفاوض، مشيرا إلى أنّ المفاوضات تواصلت حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر، وكان من المفترض أن تغادر الباخرة ميناء حلق الوادي باتجاه ميناء جنوة الإيطالي، في السادسة مساء.
وأضاف أنه "أمام احتدام المشكلة واحتجاز مئات المسافرين، لجأت وزارة النقل إلى قرار التسخير، والاستعانة بـ10 ميكانيكيين وفنيين تابعين للبحرية التونسية لمساعدة طاقم القيادة التابع للشركة التونسية للملاحة على تأمين قيادة الباخرة إلى مدينة جنوة، وكذلك باخرة أخرى إلى مدينة مرسيليا".
وحاولت نقابة العاملين تدارك الأمر بعد تدخّل البحرية، وأعلنت في ساعة متأخرة من ليلة أمس، فك الإضراب لتمكين التونسين في الخارج من العودة لتأمين التزاماتهم المهنية والعائلية، خاصة عودة التلاميذ إلى المدارس.
وقال النائب عن دائرة إيطاليا، محمد بن صوف، لـ"العربي الجديد"، إن لديه "تواصلا مباشرا حول الأزمة مع الحكومة، وأمام تعنت طاقم الشركة التونسية للملاحة، والتمسك بالإضراب، استصدر وزير النقل قرارا بالتسخير، ولكن الطاقم لم يستجب لقرار التسخير، فطلب وزير النقل من وزير الدفاع تدخّل طاقم من الجيش لقيادة السفينة، وبالفعل وصل طاقم من البحرية".
وأضاف بن صوف: "عند وصول الطاقم العسكري تدخّل الأمين العام للاتحاد وطلب من النقابة رفع الإضراب، لكن الطرف الحكومي تمسّك ببقاء العسكريين في الباخرة حتى يتم تفادي عودة الإضراب مجددا خلال الرحلة أو في ميناء أجنبي".
وأكد وزير النقل، رضوان عيارة، اليوم الإثنين، أنه سيتم تأمين الرحلات البحرية للشركة التونسية للملاحة المبرمجة، اليوم وغدا، في موعدها. وأوضح، في تصريح لإذاعة "جوهرة"، أن "الرحلة المبرمجة، اليوم الإثنين، من ميناء مرسيليا إلى ميناء حلق الوادي ستتم في توقيتها، وسيتم تأمينها من طرف أبناء الشركة الذين استجابوا لنداء المصلحة العامة، وسيتم تأمين رحلة ثانية الثلاثاء، من ميناء جنوة إلى ميناء حلق الوادي".