الأوقاف المصرية تسمح للداعية الموقوف رسلان بالخطبة بعد اعتذاره

28 سبتمبر 2018
تراجعت الأوقاف عن قرارها (تويتر)
+ الخط -

تراجعت وزارة الأوقاف المصرية عن قرارها الصادر في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، منع الداعية السلفي محمد سعيد رسلان من الخطابة في مسجد قرية "سبك الأحد" بمحافظة المنوفية، وإلغاء تصريح الخطابة الخاص به، لعدم التزامه بتعليماتها بشأن خطبة الجمعة، بعد ذهاب الأخير إلى مقر الوزارة في وسط القاهرة، الخميس، وتقديم اعتذار عما بدر منه ضد بعض المحسوبين على السلطة.

وفي لقاء جمعه مع المتحدث الرسمي باسم الوزارة، جابر طايع، أبدى رسلان تعهده بالالتزام التام بكل تعليمات الوزارة في ما يتعلق بخطبة الجمعة، والدروس الدينية، فضلاً عن ثنائه على نظام الخطبة الموحدة لصلاة الجمعة، أملاً في سماح الوزارة بعودته مجدداً لإلقاء خطب الجمعة.

وقال طايع، في تصريح صحافي، إن رسلان حضر إلى مكتبه في وزارة الأوقاف، ليؤكد ما أعلنه قبل ذلك من أن طاعة ولي الأمر واجبة، وتعهد بالالتزام التام بتعليمات الأوقاف في ما يتصل بخطبة الجمعة، وجميع تعليماتها المنظمة لشؤون الدعوة والمساجد.

وأفاد المتحدث باسم الأوقاف، بأن رسلان أشاد بدور الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح، وأن الوزارة لا تقصي أحداً ممن تنطبق عليه شروط الخطابة، طالما أنه يعمل من خلال تصريح رسمي، ويلتزم بجميع تعليماتها.

وقرر رئيس القطاع الديني إعطاء الفرصة للداعية السلفي لأداء خطبة الجمعة، وإبلاغ مديرية أوقاف محافظة المنوفية بالسماح بعودته بعد ما تعهد به، مشدداً على أن رسلان في هذا الأمر شأنه شأن سائر الخطباء المصرح لهم بالخطابة، وسيخضع للمتابعة من قبل وزارة الأوقاف.

وكانت وزارة الأوقاف أصدرت بياناً، قبل ثلاثة أيام، شددت فيه على أنه "لا عودة على الإطلاق إلى فوضى المنابر، أو خروجها عن المنهج الوسطي، أو السماح بتوظيفها سياسياً أو إيديولوجياً أو طائفياً أو مذهبياً لصالح شخص أو حزب أو جماعة، أو جعلها مجالاً للتنابز تحت أي ظرف أو ذريعة".

وقالت الوزارة إن "الالتزام التام بخطة الوزارة الدعوية، وضوابطها التي وضعتها لأداء خطبة الجمعة، خط أحمر غير مسموح بتجاوزه، وأنه لا أحد فوق القانون، وأن ظاهرة الاستقواء بالحشد والأتباع فات أوانها، فقوة الدولة والقانون يجب أن تسود"، في إشارة إلى أتباع رسلان الذين يقدّرون بالآلاف داخل مصر وخارجها.



وقررت الأوقاف إلغاء تصريح خطابة رسلان، رغم كونه أحد الأئمة شديدي القرب من السلطة الحاكمة، ومن المدافعين عن إجراءاتها الدموية منذ وقوع انقلاب 2013، وذلك على وقع هجومه المستتر على رئيس جهاز الاستخبارات العامة، والمشرف على ملف الإعلام، اللواء عباس كامل، وفقاً لحديث مصادر مطلعة مع "العربي الجديد".


وتعرّض رسلان في خطبة سابقة له، لمن يديرون المشهد الإعلامي في مصر، واصفاً إياهم بـ"العصابة التي تشوّه الأبرياء"، قائلاً: "فلينتظر هو ومن معه من أفراد العصابة، حيث يعلم العالم كله كيف يرمي هؤلاء الشرفاء بالبهتان. وأسأل الله تعالى أن يعاملهم بعدله، وأن يقطع أيديهم، وأن يخرس ألسنتهم". وأعقب ذلك حملة ممنهجة في عدد من وسائل الإعلام التابعة للسلطة، تصنفه كأحد المشوهين للدين الإسلامي عبر السرد والنقل من كتب الأئمة السابقين، بما لا يناسب العصر والواقع الحالي.


ودأب رسلان على الهجوم على معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدرجة جعلته يعمد إلى تكفير عدد منهم، ووصف في خطبة له قبل الانتخابات الرئاسية الماضية، الرافضين لتعديل الدستور ومد فترة ولاية الرئيس بـ"المتآمرين"، الذين يريدون هدم الدولة، وإثارة الفوضى، ما يجعل الأزمة التي نشبت بينه وبين النظام الحاكم "سحابة صيف" سرعان ما انقشعت بالتراجع عن قرار منعه من الخطابة.

دلالات