الأوقاف المصرية تأكيدا على منع الداعية رسلان: لا لفوضى المنابر

24 سبتمبر 2018
منع محمد سعيد رسلان من الخطابة (يوتيوب)
+ الخط -
قالت وزارة الأوقاف المصرية إنه "لا عودة على الإطلاق لفوضى المنابر، أو خروجها على المنهج الوسطي، أو السماح بتوظيفها سياسياً أو أيديولوجياً أو طائفياً أو مذهبياً لصالح شخص أو حزب أو جماعة، أو جعلها مجالاً للتنابز تحت أي ظرف أو ذريعة"، مشددة على أنها "أيام قد خلت، ولن تعود".

وقبل خمسة أيام، أصدرت الوزارة قراراً بإلغاء تصريح الخطابة للشيخ السلفي محمد سعيد رسلان، وهو أحد الأئمة شديدي القرب من السلطة الحاكمة، ومن المدافعين عن إجراءاتها الدموية منذ وقوع انقلاب 2013، وذلك بعد هجومه المستتر على رئيس جهاز الاستخبارات العامة، والمشرف على ملف الإعلام، اللواء عباس كامل.

وقالت وزارة الأوقاف، في بيان اليوم الاثنين، إن "الالتزام التام بخطة الوزارة الدعوية، وضوابطها التي وضعتها لأداء خطبة الجمعة، خط أحمر غير مسموح بتجاوزه، وأنه لا أحد فوق القانون، وأن ظاهرة الاستقواء بالحشد والأتباع فات أوانها، فقوة الدولة والقانون يجب أن تسود"، في إشارة إلى أتباع رسلان الذين يقدرون بالآلاف داخل مصر وخارجها.

وأضاف البيان: "شتان بين الدولة التي يحكمها القانون، والفوضى التي كانت تثيرها الجماعات المتطرفة مستقوية بحشد المنتفعين والمضللين من عناصرها، أو من الأهل والعشير التابعين للجماعات الإرهابية"، مستطردة "أي لون من ألوان الاستقواء بالأهل أو العشير أو أتباع الجماعة أو الشيخ أو المرشد خطر على الدين والدولة، والالتفاف والاصطفاف الحقيقي يكون خلف الدولة الوطنية، ومؤسساتها".

وأشارت الوزارة إلى أنها تتبني خطة دعوية تستهدف تعظيم شأن مؤسسات الدولة، والتفاف الناس حول المنهج الدعوي الرشيد، وإعمال العقل في كل ما يُسمع، وأنه "لا قداسة إلا لكتاب الله، وما صح عن رسوله الكريم. أما كلام العلماء والفقهاء والخطباء، أياً كانت شهرتهم، فيؤخذ منه، ويرد عليه".

وأفادت الوزارة بأنه تم تكليف مدير عام شؤون القرآن بالوزارة، محمد عزت، بأداء خطبة الجمعة القادمة بالمسجد الشرقي بقرية "سبك الأحد" بمحافظة المنوفية، والذي ظل منبره ملكاً لرسلان لسنوات طويلة، في إطار القافلة الدعوية التي وجهتها الوزارة هذا الأسبوع إلى محافظات المنوفية، والدقهلية، ومرسى مطروح.

وأكدت في البيان أنه "لا مجال اليوم لمصطلح المسجد الأهلي"، وختمت بالقول إن "الولاية شرعاً وقانوناً هي للمؤسسة التي أناط بها القانون والدستور إدارة شؤون المساجد، ولن تسمح الوزارة لغير المصرح لهم بالخطابة".

وتعرض رسلان في خطبة له، لمن يديرون المشهد الإعلامي في مصر، واصفاً إياهم بـ"العصابة التي تشوه الأبرياء"، قائلاً: "فلينتظر هو ومن معه من أفراد العصابة، حيث يعلم العالم كله كيف يرمي هؤلاء الشرفاء بالبهتان. وأسأل الله تعالى أن يعامله بعدله، وأن يقطع أيديهم، وأن يخرس ألسنتهم".

وخرج الإعلامي الموالي للنظام، محمد الباز، ليقول في برنامجه التليفزيوني: إن "رسلان اعترف اعترافاً خطيراً يخلينا نقول له اقعد في بيتك مش عايزين نسمعك تاني"، وأعقب ذلك حملة ممنهجة في عدد من وسائل الإعلام التابعة للسلطة، والتي صنفته كأحد المشوهين للدين الإسلامي عبر السرد والنقل من كتب الأئمة السابقين، بما لا يناسب العصر والواقع الحالي.


ودأب رسلان في الهجوم على معارضي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لدرجة جعلته يعمد إلى تكفير عدد منهم، ووصف في خطبة له قبل الانتخابات الرئاسية الماضية، الرافضين لتعديل الدستور ومد فترة ولاية الرئيس بـ"المتآمرين"، الذين يريدون هدم الدولة، وإثارة الفوضى.

واكتفى رسلان رداً على قرار منعه من الخطابة، بالقول إنه "لا يخفى ما يمر به الوطن، لذلك يجب أن ننظر إلى ما قدره الله مما يُؤلِمُنَا، ولا يُوُائِمُنَا"، متابعاً في كلمة وجهها لأتباعه، ونشرها موقعه على شبكة الإنترنت، أنه "يجب الصبر عند الإصابة بالمكروه، والتسليم لقضاء الله، وقَدَرِهِ. ولاة الأمر مسؤولون عن مصالح البلاد والعباد أمام الله، ثم أمام الناس والتاريخ. وهم أدرى بمصلحة البلاد مِنَّا، ونسمع ونطيع لهم ما لم يأمروا بمعصية".

وأضاف أنه "لا يجوز أن يتناول أحدٌ وزيرَ الأوقاف بكلمة خشنة، فضلًا عن الكلمة النابية. وأسأل الله تعالى أن يختار لنا ما يُصلحنا، وأن ينعم علينا بما ينفعنا، وأن يوفق ولاة الأمور لما فيه صالح البلاد والعباد، وأن يحفظ مصر من كل فتنة وسوء".