فارون من جحيم "داعش" يكتوون بنار مليشيا "قسد"

22 سبتمبر 2018
المخيم يفتقر لأبسط الخدمات (Getty)
+ الخط -
يعيش أهالي منطقة هجين في ريف دير الزور، ظروفاً مأساوية بعد فرارهم من تنظيم داعش، إذ أطبقت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، الطوق عليهم لتحتجزهم بمخيم هجين الذي أنشئ مطلع شهر سبتمبر/ أيلول، عقب استعداد المليشيا لشنّ هجمات على مواقع التنظيم في المنطقة.

خدمات شبه منعدمة وابتزاز تمارسه المليشيا مع فرضها مبلغ ألف دولار أميركي على الأهالي الراغبين بالخروج من مخيم "هجين" باتجاه مناطق سيطرتها.

وفي السياق، يؤكد حسين أبو علاوي لـ "العربي الجديد": "كنا نعيش تحت رحمة مقاتلي تنظيم "داعش" الذين كانوا يستغلوننا على الدوام، وعند بدء المواجهات بين مقاتلي قسد والتنظيم كان القصف لا يميز أبدا، ولم يكن التنظيم أو قسد يهتمان للقذائف والصواريخ التي تنهال على البلدات، وكأن الهدف منها التخريب فقط، وبعد خروجنا في اتجاه مناطق سيطرة قسد ازداد الوضع سوءا، فقد تم توقيفنا من مقاتلي قسد، وطلبوا أوراقا ثبوتية منا وقاموا بتصوير كل شخص فينا بحجة كشف عناصر تنظيم داعش".

ويتابع: "بعدها توجهنا للمخيم الذي يفتقر لأبسط الخدمات. نحن الآن لا نريد منهم شيئا سوى أن يتركونا وشأننا، وأن يسمحوا لنا بالذهاب لأقاربنا في ريف دير الزور، ولا يجعلوا منا مطية للحصول على تمويل لهم".

أما خديجة العبد الله فتوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ الحياة في المخيم لا تطاق: "هربنا من موت إلى موت، الأولاد هنا يعانون من أشعة الشمس الحارقة والرمال والأتربة، ولو أننا لم نحضر بعض الأغطية لكنا في ورطة، ولكنا افترشنا الأرض".

وتضيف الثلاثينية: "مجموعات "قسد" تحيط بالمخيم من كل الجهات خوفاً من خروج أحد منه وكأن من يهرب منه سيجد مكانا يلجأ إليه، والمضحك المبكي أنه كل يوم تقريبا تأتي مجموعة من المقاتلات الكرديات برفقة إعلاميين، ويجمعون بعض النسوة والأطفال ويوزعون عليهم قطع حلوى وسكاكر ويعدونهم بالتخلص من تنظيم "داعش" وعودتهم إلى ديارهم، وبعد ذهابهم تعود الأمور كما كانت ونُنسى، والأسوأ من ذلك أنهن يتحدثن عن مساعدات سخية أمام الكاميرات لم نرها أبدا أو نشاهد ولو حتى صورا لها، نتمنى أن ننتهي من "قسد" و"داعش" لأنهما بذات السوء والإجرام".

من جهته، يقول محمد أبو أنس (45 عاما)، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم "داعش" خنق الأهالي بكل معنى الكلمة، وكانوا يعيشون في مناطق سيطرته الرعب والتهديد، والخوف من السجون والإعدامات، وما إن تسنت لهم فرصة الفرار استغلوها، صحيح أنهم يعانون الآن التشرد والنزوح لكن هو أهون عليهم من قبضة "داعش""، حسب تقديره.

ويمضي قائلا: "المأساة لن تنتهي في دير الزور والضحية هم الأهالي فقط، فهم الفريسة الأسهل للجميع، لـ"قسد" و"داعش" وحتى النظام، أما أنا فسأحاول الفرار بعائلتي باتجاه مناطق سيطرة الجيش الحر إلى مدينة الباب حيث أقاربي، فأظن أن الأمور هناك أفضل حالا من هنا".

 


يذكر أن مليشيا (قسد) أنشأت مجموعة من المخيمات في أرياف الرقة والحسكة ودير الزور خلال معاركها مع تنظيم "داعش"، وباتت هذه المخيمات تعرف بـ"مخيمات الموت" لانعدام الخدمات وانتشار الأوبئة والأمراض فيها.

دلالات
المساهمون