360 أسرة نازحة في تعز تعيش في العراء أو مساكن من قشّ

29 اغسطس 2018
معظم النازحين من دون مأوى (العربي الجديد)
+ الخط -
يعاني النازحون في منطقة الغلة بمديرية موزع التابعة لمحافظة تعز(غرب اليمن)، من أوضاع معيشية صعبة بعد مغادرتهم منازلهم ومزارعهم الواقعة في مناطق المواجهات المسلحة.

وفرضت الحرب على هذه الأسر العيش في العراء، أو بعض المساكن البدائية المكونة من القش وسعف النخيل، في ظل عجز السلطات الحكومية والمنظمات الإغاثية المحلية والدولية عن تقديم المساعدات لهم.

وفي السياق، تقول النازحة سعيدة مهيوب، إنّ "الحرب شرّدتنا ونزحنا خوفاً من الموت بعد أن تساقطت القذائف على قريتنا وأصيب العديد من الأهالي". مشيرة إلى أنها هربت مع أسرتها ولم تحمل معها أي شيء من منزلها.

وتضيف مهيوب لـ "العربي الجديد"، أنّ أسراً كثيرة فقدت أبناءها، وأخرى تركت بعضهم في مناطق القتال للحفاظ على منازلهم ومواشيهم ومزارعهم. "نعيش هنا أوضاعا صعبة، لا مساعدات ولا سكن ولا خدمات صحية، ولا مياه شرب متوفرة، والأمراض تنتشر بيننا وخاصة الأطفال، الكثيرون أصيبوا بأمراض جلدية وكوليرا وسوء تغذية".

وتؤكد المتحدثة عدم توفر أي مصادر دخل لأغلب النازحين بعدما كانوا يعتمدون على الزراعة ورعي المواشي، وتضيف: "أصبحت أوضاعنا المعيشية مأساوية بسبب انعدام الغذاء والدواء وغياب الرعاية من قبل الحكومة والسلطات المحلية"، مبينةً عدم تلقي النازحين في هذه المنطقة أي مساعدات إغاثية من المنظمات الدولية أو المحلية.

وكان سكان منطقة البرادة والمجش والغلة والروقين، قد نزحوا في الثاني من يوليو/تموز من العام الجاري إلى المناطق المحاذية لمفرق المخا والعريش.

ويعتبر النازح خالد عبد القوي عدم توفر المياه من أكثر المشاكل التي تواجههم في مناطق النزوح، مشيرا إلى أن ذلك يساهم في انتشار عدد من الأمراض بين النازحين.

ويوضح لـ"العربي الجديد": "لا تتوفر المياه في هذه المنطقة، ولهذا يصبح العيش هنا بمثابة انتحار ومجازفة"، لافتا إلى أن كثراً من النازحين يلجأون لاستخدام مياه غير نظيفة، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض بينهم "مثل الإسهال وأمراض جلدية مختلفة".

ويؤكد عبد القوي أنه اضطر لمغادرة منطقة الغلة بموزع بمعية أسرته ليستقروا في إحدى قرى الحجرية في ريف تعز، قائلا لـ"العربي الجديد": "لا تصل المنظمات إلى المناطق التي تقع بالقرب من المعسكرات والمواجهات المسلحة، ولهذا لا يتلقى النازحون أي مساعدات تذكر، ما يفاقم أوضاعهم أكثر كل يوم".

ويشير إلى أن عدم وجود مدارس أو مدرسين في بعض مناطق موزع، ما يحرم أطفال النازحين من حقهم في التعلم، مطالبا الحكومة بالقيام بواجبها ورعاية الفارين من الحرب.

بدوره، يبرز الناشط في المجال الإنساني عبد الملك مقبل، أنّ أغلب النازحين في منطقة الغلة، من دون مأوى ويسكنون في العراء تحت الأشجار أو في مساكن من القش.

ويضيف الناشط أن قرابة 360 أسرة لم تتلقَ أي مساعدات إغاثية من أي جهة أو منظمة، "فقد كان مصدر الدخل لديها هو الاحتطاب وعمل الفحم وبيعه، لكن بعد أن قطعت الطرقات بسبب المواجهات العسكرية، توقف بيع الحطب وتوقف مصدر رزقها إلى جانب الزراعة".

ويلفت إلى أن "الوجبة الرئيسية للنازحين هي الخبز والشاي، فيما يلجأ بعضهم إلى الثكنات العسكرية القريبة منهم وقت الظهر لأخذ ما تبقى من الوجبات المقدمة للجنود لإطعام الأطفال والنساء"، مشيراً إلى أن من بين النازحين أطفالا لا تتجاوز أعمار معظمهم خمس سنوات، بالإضافة إلى نساء حوامل.

ويبين مقبل أن المياه شبه معدومة في تلك المنطقة، "حيث يقوم النازحون بتعبئة مياه الشرب من الخزان الخاص بالاغتسال التابع للجنود في الموقع العسكري، ليسمح لهم بالحصول على قليل من المياه في النهار فقط"، مشيراً إلى أن بعض المدنيين تعرضوا للقنص وهم في الطريق لجلب الماء أو الطعام.

وحول الوضع الصحي للنازحين، يفيد عبد الملك بانتشار العديد من الأمراض خاصة بين النساء والأطفال، أبرزها الحميات وأمراض الجلد، بالإضافة إلى سوء التغذية، في ظل عدم توفر مركز صحي أو أطباء لعلاجهم.

كما يوضح أن "البعض يضطر لنقل المريض إلى مدينة المخا مسافة 60 كيلومترا قصد تلقي العلاج، لكن أغلب النازحين لا يملكون ثمن العلاج ولا أجرة المواصلات لنقل مرضاهم إلى المرافق الصحية".

وتزداد أعداد النازحين داخليا مع توسع المواجهات المسلحة في عدد من المحافظات اليمنية، حيث يعيش معظمهم عند أقرباء لهم وفي المخيمات أو مؤسسات حكومية يفتقرون فيها للخدمات الأساسية.

وبحسب تقارير أممية، فإن الحرب بين القوات الحكومية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، أجبرت قرابة ثلاثة ملايين يمني على النزوح ليعيشوا في أوضاع صعبة في مناطق ومحافظات يمنية مختلفة.

 

المساهمون