العيد في إدلب السورية مختلف، وأطفال إدلب لا يمتلكون رفاهية الاحتفال بالعيد مثل أقرانهم في بقية أنحاء العالم، فالعنف والفقر والحصار تفرض على المنطقة واقعا مأساويا يحرم الجميع من حقهم في الترفيه.
لكن الأطفال حاولوا قدر استطاعتهم تجاهل الصراع، واستغلوا ما أتيح لهم من إمكانيات محدودة للحصول على قدر من الفرح، حتى وإن كانت الوسائل أنقاض منازل، أو سيارات مدمرة، أو اللجوء إلى الألعاب البدائية التي لا تحتاج إلا مشاركتهم وحماستهم.
وفي غياب وسائل الترفيه أو مراكز الألعاب، باتت السيارات المدمرة من جراء القصف المستمر على إدلب أحد أبرز ألعاب الأطفال في أيام العيد، فهم يستخدمونها للاختباء أثناء اللعب.
وأعادت الحاجة وغياب الألعاب الحديثة إحياء عدد من الألعاب التقليدية، وبينها "نط الحبل".
وبين الألعاب المنتشرة في المناطق المحررة، "الكلال"، وهي محببة لليافعين ومتداولة بينهم، رغم أن أسعارها تبقى عالية، إذ تصل قيمة الكرة الزجاجية الواحدة إلى 25 ليرة سورية.
كما أصبحت مخلفات الصواريخ والقذائف وسيلة للعب، فشكلها الغريب يجذب الأطفال لجمعها واللعب بها، على الرغم من شدة خطورتها.
في حين يحاول بعض الشباب من محبي الفنون صنع مسارح بسيطة في الشارع، يجتمع الأطفال أمامها لمشاهدة عروض كوميدية للصغار.
وبين البيوت المدمرة تظهر ألعاب أعيد إصلاحها بشكل جزئي، ليستخدمها أطفال الحي، بعضها أصلحها أهالي الحي بأنفسهم، أو المنظمات المحلية.
ورغم الدمار والخراب، تبقى البالونات الملونة مصدر فرح في المدينة، وهي تكثر في يوم العيد.