الفئران تجتاح مدينة الرقة السورية والسكان يلجؤون إلى القطط

22 اغسطس 2018
أنقاض الرقة تساعد على انتشار الفئران (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
وسط الدمار الكبير وانتشار الألغام والعبوات الناسفة والقنابل والقذائف وغيرها من مخلفات الحرب التي لاتزال تهدد حياة آلاف المدنيين، تتعرض مدينة الرقة السورية لخطر جديد يتمثل في انتشار الفئران التي وجدت بيئة ملائمة للتكاثر بين أنقاض المباني.

يقول بكر مشهداني من الرقة، لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ طرد تنظيم داعش  من المدينة، وسيطرة المليشيا الكردية عليها بدأنا نلحظ وجود الفئران المنزلية بكثرة. هذا النوع منتشر منذ عشرات السنوات، لكن الغريب هو ارتفاع أعدادها بشكل ملحوظ، ومازالت مكافحتها حتى الآن تتم بطريقة عشوائية وبجهود فردية، حيث يسعى كل شخص لطردها من منزله".

ويضيف: "جربت عدة طرق منها الشريط اللاصق والسم، والمصائد المختلفة التي تعلمت صنع بعضها بنفسي، لكن كل الطرق لا تجدي نفعا، فالأعداد تفوق المتوقع، وكل يوم أقول إن هذا آخر فأر في المنزل، لأجد غيره في اليوم التالي".

ويوضح بدر أبو العلاء لـ"العربي الجديد"، أنه يمتلك مخزنا صغيرا للمواد الغذائية، ويعاني من انتشار الفئران، وأنه استعان بقطط أليفة لملاحقتها والقضاء عليها، وهي طريقة نافعة حتى الأن. "تسببت الفئران بخسارة كثير من المواد الغذائية. كانت تتسلل من فتحات التهوية بعد أن تقضم الشبك المعدني، وقمت بمراقبة أماكن تسللها وأغلقتها بإحكام كي لا تتكرر المشكلة، الآن باتت الأمور نوعا ما تحت السيطرة. أضع السم في مناطق خارج المخزن، وأجد بشكل مستمر أعدادا نافقة منها".

ويضيف أن "مكافحة الفئران سابقا كانت سهلة، فقد يمضي عام كامل دون تسلل أحدها إلى المنزل، لانها لم تكن بهذه الأعداد الكبيرة. نطالب بإيجاد حل للظاهرة التي تتسبب بخسائر كبيرة للأهالي والتجار".

وعن مخاطر انتشار الفئران، يوضح المتخصص بهندسة البيئة، محمد اسماعيل، لـ"العربي الجديد"، أن "الفأر المنزلي ينقل أمراضا خطيرة منها التيفوئيد والكوليرا والزحار الأميبي والتهاب السحايا، وهو لا يتغذى على اللحوم كما الجرذان، لكنه يعتمد على الطحين والحبوب كغذاء أساسي، ويتكاثر بنشاط كبير بين شهري أكتوبر/تشربن الأول وإبريل/نيسان، وتلد الأنثى ما بين اثنين و 14 فأرا بعد 21 يوما من الحمل".

ويضيف اسماعيل أن "الفئران تتكاثر في الأماكن الجافة، وتستخدم القش في بناء أعشاشها، وتتنقل بكثرة في فترات الصباح الأولى وساعات الليل، وهذا المناخ متوفر في مدينة الرقة، وهناك نوعان من السموم الكيميائية لمواجهتها هما (فوسفيد الزنك) و(الفوستوكسين)، ويجب وضعها بأماكن جافة لأنها تفقد فاعليتها في الأماكن الرطبة، مع مزجها بأطعمة كي تكتشف الفئران أماكنها".

ويؤكد أن مدينة الرقة تخطت فيها الفئران المعدل الطبيعي للانتشار، وباتت آفة تهدد الأهالي، ويجب التفكير في حلول أكثر نجاعة لمواجهتها، والانتقال من المكافحة الفردية إلى المكافحة المنظمة التي تقوم بها مؤسسات متخصصة.

وقالت جوليا لـ"العربي الجديد"، إنها خسرت كيسين من الطحين اشترتهما قبل مدة كخزين للبيت بسبب الفئران التي ثقبت الكيس البلاستيكي وأكلت كمية لا بأس بها من الطحين ولوثت الباقي بمخلفاتها، الأمر الذي دفعها للتخلص مما بقي كونه لم يعد صالحا للاستخدام.
وتضيف "حتى السموم العادية لم تعد تجدي نفعا، لان العدد كبير، والحل الأمثل بات اقتناء قطتين في المنزل، ومصيدة صنعها ابني. ملابس أطفالي تم تخريب قسم كبير منها بعد تسلل فأر لدولاب ملابسهم، وأنا مضطرة الآن لشراء غيرها، كون غالبيتها لم يعد صالحا، ومن غير الممكن إصلاحه".

دلالات
المساهمون