خطة تأمين العيد تضيق على ساحات الاعتصام في العراق

20 اغسطس 2018
خطة تأمين خلال العيد في العراق (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
بدأت قوات الأمن في المحافظات العراقية تطبيق خطة تأمين عيد الأضحى لمواجهة أعمال العنف المحتملة، والتي تكررت في السنوات السابقة، وأكدت مصادر أمنية أن الخطة ركزت في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية على ساحات التظاهر والاعتصام، وهو ما اعتبره البعض محاولة للتضييق على المشاركين ومنعهم من ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي.

وقال نشطاء مدنيون في عدد من محافظات جنوب العراق، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الأمن بدأت بالانتشار لتأمين المحافظات خلال أيام عيد الأضحى، وإن الانتشار في هذا العيد أكثر وضوحاً في المحافظات التي تشهد تظاهرات واعتصامات غاضبة للمطالبة بتوفير الخدمات، وركّزت تحديداً على ساحات التظاهر والاعتصامات، إذ دفع الأمن بعشرات من عناصره المزودين بأسلحة وهراوات، ليحيطوا بتلك الساحات من جميع الجهات.

وحذّر النشطاء من "خطورة هذا الإجراء الذي يعد بمثابة تصعيد حكومي تجاه المتظاهرين المطالبين بحقوق مشروعة"، مؤكدين على "أهمية التعامل المهني من قبل القوات الأمنية مع المتظاهرين والمعتصمين الذين لم يخرجوا من دائرة سلمية ومشروعية مطالبهم".

ويشهد العراق منذ أكثر من ستة أسابيع، موجة تظاهرات واسعة عمّت المحافظات الجنوبية وبغداد، ويطالب المحتجون بتوفير الخدمات، ومحاسبة الفاسدين في الحكومة والأحزاب المسيطرة على الحكم.

من جهته، حذر الشيخ فالح اللامي، عضو مجلس عشائر ذي قار، من خطورة منع المتظاهرين من حق التظاهر السلمي، أو المطالبة بالحقوق، وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "التظاهر السلمي حق للمواطنين، ولا يجوز التعامل معهم كأنهم خارجون عن القانون"، مشدّداً على "ضرورة أن تعمل القوات الأمنية على حماية المتظاهرين، وليس قمعهم أو سلبهم حق التظاهر والتعبير عن الرأي".


في المقابل، أكد ضابط في قيادة عمليات الفرات الأوسط، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخطة الأمنية هذا العيد أوسع من الخطط السابقة، والتركيز على ضبط الأمن في المحافظات جاء بسبب المخاوف من محاولات استغلال التظاهرات والاعتصامات لتنفيذ أعمال عنف".

وأوضح أنّ "جزءاً من الخطة يركز على تأمين ساحات التظاهر والاعتصام، حفاظاً على سلامة المتظاهرين في حال تظاهروا خلال العيد، كما تركز أيضاً على ضبط أمن الأسواق والمحال التجارية والمساجد. الانتشار الأمني هدفه حماية المواطنين بشكل عام"، داعياً الأهالي إلى "التعاون مع الأجهزة الأمنية في تنفيذ الخطة".