"من حقي أن أسوق" في قطر

11 اغسطس 2018
سيارة مجهّزة للتدريب (العربي الجديد)
+ الخط -
تحت عنوان "من حقي أن أسوق"، أطلقت الإدارة العامة للمرور في قطر، قبل نحو عام، برنامجاً لتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة على قيادة السيارات والحصول بالتالي على رخص، في مدارس التدريب الثماني في البلاد. وهيّأت "أكاديمية دله للسواقة" سيارة لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة القيادة الآمنة، في خطوة هي الأولى من نوعها في مدارس التدريب على القيادة في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي. هذا ما يشير إليه مدير الأكاديمية حسن نصار الذي يؤكد لـ"العربي الجديد" أنّ "استحداث سيارة لتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة ليس بهدف الربح المادي، بقدر ما هو سعي إلى إشراك هذه الشريحة في المجتمع". ويوضح نصار أنّ "هؤلاء أكثر حاجة إلى تعلم القيادة واستخدام السيارة من غيرهم، حتى يتمكنوا من التنقل من مكان إلى آخر من دون الاعتماد على أشخاص آخرين. فعدد كبير منهم يتابعون دراستهم الجامعية أو يعمل ويحتاجون إلى وسيلة آمنة للاعتماد على أنفسهم".




ويشير نصار إلى أنّ "الأشخاص ذوي الإعاقة لن يتكبدوا أيّ مصاريف إضافية في التدريب، فالتكلفة هي نفسها على الرغم من أنّ ثمّة ترتيبات خاصة وجهوداً أكبر من قبل الأكاديمية التي لجأت إلى خدمات مدرب أجنبي (من السويد) متخصص في إعداد المدربين وتزويدهم ببعض المهارات الخاصة في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، مع التحلي بالصبر وحسن المعاملة، بالإضافة إلى التدريب المهني والتربوي".

يضيف أنّه خلال الدورات التي تقام للمدربين من الجنسَين، يتدرّب هؤلاء على التعامل مع الإعاقات الحركية وعلى اكتساب مهارات للتعامل مع كل حالة إعاقة على حدة. وعن السيارة الخاصة، يقول نصار إنّها "مزوّدة بتوصيلات مساندة وبتجهيزات لتتوافق مع احتياجات مختلف الإعاقات. كذلك، هي مجهزة بلوحات إرشادية توضح للسائقين الآخرين أنّ المركبة مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، بالتالي يتعاملون معها بالشكل المناسب".



ويشرح نصار أنّه "يتوجّب على الشخص ذي الإعاقة المرور بمراحل عدّة للحصول على رخصة قيادة، منها التدريب النظري في الواقع الافتراضي وثمّ التدريب على أجهزة تحاكي الواقع. وبعد حصول الشخص المعني على رخصة قيادة، تجهّز الأكاديمية السيارة الخاصة به لتتماشى مع نوع إعاقته بالأجهزة والوسائل التي تتيح له القدرة على القيادة بطريقة مبسطة". يُذكر أنّ أكاديمية دله توفّر ميدان تدريب متكاملاً يتيح للمتدربين تجربة قيادة طبيعية مائة في المائة.

والبرنامج "خطوة نوعية" بالنسبة إلى مدير "الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة"، أمير الملا، نظراً إلى أنّ تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة كان يتمّ من قبل متطوّعين واليوم صار في إمكان هؤلاء تلقي تدريب احترافي على القيادة، فيحمون بذلك أنفسهم ومستخدمي الطرق الآخرين على حدّ سواء. وخلال إطلاق البرنامج، صرّح الملا بأنّ الجمعية تتحمل نفقات غير القادرين على تحمّل تكاليف التدريب على القيادة بالمناصفة مع أكاديمية دله للسواقة.



والأشخاص الذين يستفيدون من هذا البرنامج هم المصابون بإعاقات حركية فقط، لا سيّما بتر أو ضعف في القدمَين، وكذلك بتر أو ضعف في واحدة من القدمَين، وبتر أو ضعف في واحدة من اليدَين، إلى جانب قصر القامة. يُذكر أنّ سيارة التدريب تُجهّز لتتناسب مع ظروف الأشخاص ذوي الإعاقة، كل بحسب حالته. وبعد ذلك، تُجهّز سيارته الخاصة بعد الانتهاء من التدريب ليستطيع الاندماج. ويؤكد المسؤول عن مدارس تعليم قيادة السيارات في الإدارة العامة للمرور، النقيب خالد الغانم، أنّ السيارات الخاصة بتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة مزوّدة بتجهيزات خاصة تمكّنهم من القيادة براحة وبطريقة آمنة.



ويتحدّث نصار عن "تطوير أجهزة محاكاة بالتعاون مع شركة هندسية، لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التدرّب في بيئة آمنة. وتلك الأجهزة تتماشى مع مختلف الإعاقات في الأطراف العلوية والسفلية على حدّ سواء، مع إتاحة القدرة على فكّ التجهيزات المختلفة وتركيبها لتتناسب مع كل حالة على حدة". ويلفت إلى أنّ "تلك الأجهزة تصدر تقارير متكاملة عن الحالات الصحية للمتدربين، بما في ذلك قدراتهم البصرية، بالإضافة إلى تقدير سرعة ردود أفعالهم وإمكانية تأهلهم للقيادة في الشارع". يضيف أنّ "أجهزة المحاكاة ترصد كذلك حركة المتدرّبين وعناصر الإلهاء التي يصادفونها في طريقهم، من قبيل الألوان البارزة والإشارات وغيرها، الأمر الذي يعرّضهم إلى فقدان التركيز على الطريق ويتسبب في حوادث".




تجدر الإشارة إلى أنّ حصول شخص ذي الإعاقة على رخصة قيادة يستوجب أربع خطوات، أوّلاها تقديم الطلب إلى "الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة". ثانياً، يمثل أمام لجنة لدراسة إعاقته وتحديد قدرته على تحمّل أعباء القيادة وعلى القيام بها من دون مشقة بما يتناسب مع إعاقته. ثالثاً، يُرفع كتاب من اللجنة يتضمّن كل ما يتعلق بحالته الصحية إلى اللجنة المتخصصة في إدارة المرور للبت في طلبه واتخاذ القرار في شأن السماح له بالحصول على رخصة القيادة. رابعاً وأخيراً، يأتي دور التدريب الخاص في واحدة من المدارس الثماني المجهزة لتعليم ذوي الإعاقات الحركية. وبعد النجاح في الاختبارات النظرية والعملية، يحصل المتقدّم على الرخصة من الإدارة العامة للمرور، ويصير قادراً على القيادة من دون أيّ عوائق بعد تجهيز سيارته الخاصة بما يتماشى مع إعاقته.