أهالي السويداء يواجهون "تعفيش" قوات النظام في درعا: #لا_تْكون_شريك_وتِشتري_تعفيش

06 يوليو 2018
انتشرت ظاهرة التعفيش في مناطق سورية عدة (فيسبوك)
+ الخط -


أطلق أهالي محافظة السويداء السورية حملات شعبية لمناهضة محاولات تربح مقاتلي النظام والمليشيات الموالية له، والذين يقومون بعمليات "تعفيش" لممتلكات الأهالي في كل منطقة يتقدمون إليها في محافظة درعا المجاورة، ثم ينقلون مسروقاتهم عبر بلدات السويداء أو يبيعونها داخل تلك البلدات.


وأطلق ناشطون في محافظة السويداء حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ظاهرة التعفيش، ومن يقومون بها، ومن يسهل نقل مسروقاتهم، وكذا من يشتري منهم، وانتشرت وسوم مثل #لا_للتعفيش، و #لا_تْكون_شريك_وتِشتري_تعفيش، و #مارح_أشتريه_عم_يبكي_صاحبه_عليه.

وقالت مصادر محلية من السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام والمليشيات الموالية، وعلى رأسها (حملة النمر) التي يقودها العميد سهيل الحسن، قامت بالتعفيش في المناطق السكنية التي سيطرت عليها، وسلبت كل ما يمكن نقله من قرى محافظة درعا إلى الريف الغربي للسويداء، وعرضته للبيع بأسعار بخسة لإغراء الأهالي بالشراء، ثم ترويج أن أهالي السويداء هم من يعفشون ممتلكات أهالي درعا".

وأضافت المصادر أن "مليشيات النظام تستولي على سيارات الشحن الخاصة بأهالي السويداء أثناء توجهها إلى دمشق، أو القدوم منها، بحجة التعبئة العامة لخدمة العمليات العسكرية، إلا أنه يتم استخدامها لنقل المسروقات، ونتيجة لذلك توقفت غالبية سيارات النقل في المحافظة عن نقل الأغذية والخضروات وغيرها بين دمشق والسويداء، وهو ما انعكس على السوق بشكل سلبي".

ويعرض عناصر النظام والمليشيات البراد أو الغسالة بسعر يتراوح بين 40 إلى 50 ألف ليرة سورية، في حين متوسط الأسعار في السوق بين 400 إلى 500 ألف ليرة، وهناك من يعرض حمولة سيارة بـ100 ألف ليرة، وقد تحوي أثاثاً منزلياً وأدوات كهربائية يقدر سعرها بأضعاف مضاعفة.

ورغم بيانات وتحذيرات متعددة من القوى السياسية والمدنية والدينية التي أعربت عن رفض الظاهرة، وطالبت قيادة القوات العسكرية بعدم السماح بنقل المسروقات، إلا أن الحواجز الأمنية ما زالت تسمح بنقل المسروقات، بعد أن تتقاضى عن كل سيارة محملة بالمسروقات 20 ألف ليرة.

بدورها، حرّمت مشيخة "عقل الموحدين الدروز" في السويداء، "التعفيش" واعتبرته "مال حرام مهلك لصاحبه"، وطالبت الجهات الرسمية "بعدم السماح بمرور هذه البضائع، أو إنشاء أسواق لها في المنطقة".

وقام أهالي بلدة "عرمان" بإغلاق محل يبيع المسروقات القادمة من درعا، مناشدين سكان المحافظة بإعلان رفض "التعفيش" ومقاطعة البضائع المسروقة، ورفض التعامل مع بائعيها، كما أحرق مواطنون من مدينة السويداء شاحنة محملة بمسروقات من محافظة درعا، تعود ملكيتها لمقاتلين من النظام، في حين توعد أهالي بلدة "قنوات" بإحراق أي سيارة تحمل ممتلكات مسروقة في حال دخولها إلى البلدة.



واستقبلت السويداء خلال العمليات العسكرية الأخيرة أكثر من 20 ألف نازح من أهالي درعا، بحسب مصادر في الهلال الأحمر السوري، في حين يتوقع ناشطون أن العدد أكبر من ذلك، وأن هناك عائلات وصلت إلى المحافظة ولم تسجل لدى الهلال الأحمر، حيث تمت استضافتها من قبل أقرباء لهم.

وبدأت ظاهرة التعفيش مع بداية العمليات العسكرية التي كانت تشنها المليشيات الموالية للنظام، وظهرت أسواق خاصة بالأغراض المنهوبة، والتي لم تقتصر على الأثاث المنزلي والبضائع التجارية والسيارات، بل وصلت حد خلع الأبواب والنوافذ والبلاط والرخام.