وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، هنرييتا فور، في بيان عقب زيارة إلى اليمن: "رأيت ما يمكن لثلاث سنوات من الحرب المستعرة، بعد عقود من التخلف الإنمائي والتجاهل العالمي المُزمن، أن تفعله بالأطفال". وأوضحت "أُخرجوا من المدارس، وأُجبروا على القتال، وزُوّجوا، وجُوّعوا، وهلكوا بفعل أمراض يمكن الوقاية منها".
وذكرت المتحدثة أنه منذ عام 2015 "قُتل ما لا يقل عن 2,200 طفل وأُصيب 3,400 طفل" بجروح، محذرة من أن "ثمة 11 مليون طفل في اليمن - أكثر من سكان سويسرا بأجمعهم - بحاجة إلى مساعدة". وأكدت أن "يونيسف" تحققت من هذه الأرقام، لكن "من الممكن أن تكون الأرقام الفعلية أكبر من ذلك". وتابعت "لا يمكن تبرير هذه المذبحة".
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة معترف بها، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/ آذار 2015 دعماً للحكومة، بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة، بينها العاصمة صنعاء.
وأدّى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حالياً. وكانت "يونيسف" قد أعلنت في يناير/ كانون الثاني الماضي مقتل وإصابة نحو خمسة آلاف طفل منذ التدخل السعودي.
وفي مارس/ آذار 2017، بلغ عدد القتلى من الأطفال، بحسب المنظمة، 1546 طفلاً، بينما بلغ عدد الجرحى من الأطفال 2450 طفلاً. ووفقاً للمنظمة، تضررت أكثر من 1500 مدرسة بسبب الغارات الجوية والقصف، ودفع النزاع منذ التدخل السعودي نحو نصف مليون طفل يمني إلى ترك الدراسة.
وتدور في اليمن منذ 13 يونيو/ حزيران معركة كبرى في الساحل الغربي، حيث تشن القوات الموالية للحكومة بدعم من التحالف عملية عسكرية، تهدف إلى السيطرة على مدينة الحديدة التي تضم ميناء رئيسياً، تدخل عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان.
وقالت فور في بيانها: "لقد اشتدت الحاجة إلى إرساء السلام في الحديدة، كما هو الحال في سائر البلد، أكثر من أي وقت مضى". وأضافت "يجب على أطراف النزاع، وعلى الجهات التي تؤثر عليها، تأييد الجهود الدبلوماسية لمنع تفاقم الأوضاع في جميع أنحاء البلد، وأن يعاودوا التفاوض على إحلال السلام".
(فرانس برس)