احتقان معيشي يهدّد جنوب الجزائر بالانفجار

28 يوليو 2018
من اللافتات المرفوعة في بلدات الجنوب(فيسبوك)
+ الخط -
حذرت هيئة حقوقية جزائرية تعنى بمجالات التنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان الحكومة من تفاقم حالة الاحتقان والحركة الاحتجاجية التي تعيشها مناطق جنوب الجزائر، بسبب ارتفاع نسب البطالة، وغياب مشاريع تحسين البنية التحتية، والتغاضي المتواصل عن إيجاد حلول للمشاكل المزمنة.

وأصدرت "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان" تقريرا جددت فيه تحذيراتها للحكومة، مشيرة إلى أنه "سبق أن حذرنا الحكومة في وقت سابق عدة مرات من الحلول الترقيعية المؤقتة، ودعونا إلى إيلاء المنطقة عناية حقيقية يتم خلالها التصدي لجميع المشاكل الاجتماعية والتنموية التي تعاني منها، وغياب المشاريع التنموية الكبرى، والمرافق الصحية المتطورة والمعدات الطبية، وكذلك أزمة السكن، إضافة إلى غياب سياسة الحكومة بخصوص السياحة في الجنوب التي تعتبر من أبرز الفرص الهائلة التي يتيحها منتوج السياحة الصحراوية لمناصب الشغل".

ويأتي هذا التقرير على خلفية احتجاجات محلية تشهدها مناطق الجنوب الجزائري هذه الأيام، وعلى فترات متقطعة في المدن والبلدات بسبب مشاكل المياه والكهرباء والسكن والشغل والبنية التحتية. وكان أبرزها احتجاج سكان مدينة ورقلة، العاصمة النفطية، ضد صرف المال العام في تنظيم حفلات غنائية بدلا من توجيهها لتحسين البنية التحتية.

وطالب التقرير "بمعالجة مشكلات الغياب شبه الكلي لآليات تطوير تجارة المقايضة، التي تعتبر شريان التبادل التجاري بين مناطق الجنوب الجزائري ودول الساحل، مثل مالي والنيجر، إذ إن غلق الحدود مع دول الجوار انعكس على التبادل الحر، الذي كان يوفر نشاطاً تجارياً واقتصادياً ومناصب شغل هامة لسكان تلك المناطق"، مشيراً إلى أن "هذه جميعها عوامل أدت إلى احتقان المواطنين، وغضبهم من السلطات المركزية".
وحذرت الهيئة الحقوقية الحكومة من أن "ما يشهده الجنوب الجزائري في عدة ولايات الآن، منها بشار وأدرار وورقلة، ما هو سوى احتجاج على وضعهم الاجتماعي، وهي أيضا قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة"، محذرا من تزايد النعرات الجهوية والمناطقية، مع إمكانية " تحول الاحتجاجات في الجنوب إلى قنبلة حقيقية في ظل وجود العديد من الأطراف الأجنبية التي تسعى للاستثمار في الوضع بغرض تنفيذ أجنداتها".


وكشف التقرير أن نسبة البطالة في مدن ومناطق الجنوب الجزائري تجاوزت 30 بالمائة لدى الشباب، لعدم استفادة هذه المناطق من مشاريع تنموية كافية تسهم في توفير مناصب شغل، على الرغم من كونها مصدر ثروات النفط والغاز التي تدر 98 بالمائة من المداخيل المالية للجزائر. ويشير التقرير إلى أن مناطق الجنوب بقيت خلال 16 عاماً من البحبوحة المالية التي شهدتها الجزائر قبل الأزمة المالية الحالية، خارج الخطط الفعلية للتنمية، ما جعل شباب الجنوب ينتفضون للمطالبة بحق الاستفادة من أموال الدعم.

وزاد ارتفاع مستويات الوعي المجتمعي في مناطق الجنوب وبروز جيل جديد من الناشطين المدنيين ووسائط التواصل الاجتماعي في تنظيم المجتمعات المحلية في الجنوب، وطرح مشكلاتها بحدة وكثافة مقارنة مع العقود الماضية.