آلاف الحرائق في دول اسكندنافيا...والسويد تعجز عن مواجهتها

17 يوليو 2018
اتساع رقعة الحرائق في السويد(فيسبوك)
+ الخط -
استدعت موجة الحرائق المشتعلة في السويد إلى طلب النجدة من الدول الاسكندنافية المجاورة ودول الاتحاد الأوروبي أيضاً، خصوصاً أن موجة الجفاف والارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، وغياب تام للأمطار على مدار أسابيع، تساهم في اتساع رقعة النيران.

وتقدر الحرائق في الدول الاسكندنافية، ومنها السويد خصوصاً، بالآلاف وتركت الأخيرة شبه عاجزة عن مواجهتها.

وحتى مساء اليوم الاثنين، لم تستطع السلطات السويدية السيطرة على الحرائق التي تشتعل في أكثر من مكان، نتيجة موجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة على مدى أسابيع في عموم دول اسكندنافيا.

وأدت الحرائق الهائلة و"الاستنفار الكبير" في مناطق كثيرة إلى إجلاء بعض السكان، مع الخشية من تضرر أبنية أثرية في مناطق نائية. واضطرت السلطات السويدية للاستنجاد بجارتها النرويج التي أرسلت 6 طائرات هيليكوبتر إلى مناطق قريبة من الحدود وسط السويد، وخصوصا في منطقة ألفدالن.

وبرزت اليوم مشكلة جديدة اعترضت عمل رجال الإطفاء في تلك المنطقة، بعد الكشف عن أنها منطقة تدريب عسكري تحتوي ذخائر لم تنفجر. وتخشى السلطات "إرسال رجال إطفاء إليها والمخاطرة بحياتهم"، بحسب ما ذكر اليوم مسؤول الإنقاذ بيير إيريك يونسون، ليومية "افتونبلاديت".

يشار إلى نشوب 6 آلاف حريق في النرويج، وهي بحسب السلطات النرويجية تحت السيطرة، لكن في حال اتساعها ستجد النرويج نفسها مضطرة لسحب المروحيات، ما يفاقم وضع السويد.

وسبق للسلطات السويدية أن أعلنت أمس الأحد، ما يشبه حالة طوارئ لأن "الحرائق خرجت عن السيطرة في مناطق غابات" شهدت في يونيو/حزيران الماضي موجة حرائق شبيهة، اضطر رجال الإطفاء نتيجتها لاستخدام وسائل بدائية للتعامل معها. وأعلنت الطوارئ السويدية بأنها تجد صعوبة في إيجاد العدد الكافي من رجال الإطفاء للتعامل مع الحرائق في أكثر من منطقة.


وحذرت من "امتداد الحرائق إلى مناطق سكنية، كما حصل في منطقة أونغرا، ما سيجعل الأمر صعبا جدا"، بحسب وسائل الإعلام السويدية. وذهبت السلطات اليوم إلى مطالبة بعض السكان بمغادرة مناطق سكنهم، ودعت آخرين لعدم فتح الأبواب والنوافذ أو استخدام المكيفات خشية التسمم من الغازات المنبعثة والمنتشرة على نطاق واسع.

الحرائق المشتعلة منذ أيام في السويد والنرويج، وبدرجة أقل في الدنمارك، تأتي نتيجة جو جاف وحرارة مرتفعة وانحباس المطر عن اسكندنافيا لأسابيع متواصلة. وازداد الأمر سوءا في السويد إثر هبوب رياح جافة أدت إلى انتشار الحرائق في أكثر من مكان، وتشتيت جهود رجال الإنقاذ والإطفاء.

ويخشى المهتمون بالبيئة والحيوانات البرية في السويد أن تكون أضرار هذه الحرائق كبيرة، إضافة إلى المخاوف من وصول النيران إلى أماكن أثرية تاريخية لا تقدر قيمتها بثمن، كونها تعتبر إرثا ثقافيا سويديا كما حصل في منطقة أنغرا. وتستخدم السويد طيلة اليوم المروحيات المحملة بالمياه، مشكلة جداراً بخراطيم المياه بارتفاع 700 متر لوقف زحف النيران في ألفدالن.

ومساء اليوم الاثنين، أطلقت السلطات السويدية نداءات استغاثة للاتحاد الأوروبي عبر الدفاع المدني، طلباَ لمساعدتها في السيطرة على أكبر 60 حريقا.

ووجهت في الوقت نفسه نداءً لمواطنيها، بعدم الاتصال بخطوط الطوارئ إلا في الحالات القصوى، لكثافة اتصالات الموطنين المذعورين في المناطق القريبة من الحرائق، بحسب الصحافة والتلفزة السويدية الرسمية.

وبالرغم من أن أشد الحرائق المشتعلة تركزت في وسط البلاد، إلا أن مناطق في الجنوب الغربي وشمال البلاد تشتعل فيها أيضا عدد من الحرائق التي تقلق السلطات السويدية.​
المساهمون