سجون السويد... اكتظاظ وعنف وحالات فرار

14 يوليو 2018
السويد تواجه زيادة عدد السجناء (ناصر السهلي)
+ الخط -
اعترف وزير العدل والهجرة السويدي، مورغان يوهانسون، عبر القناة التلفزيونية الرسمية لبلده، أس في تي، مساء الجمعة، بأن سجون بلاده "مكتظة بشكل كبير، مع زيادة أعداد الموقوفين المشتبهين".

ويأتي اعتراف يوهانسون في أعقاب مناشدات ضباط مصلحة السجون، منذ خريف العام الماضي، "بالحاجة إلى 800 زنزانة جديدة لمواجهة الاكتظاظ، الذي يولد عنفاً جديداً داخل السجون"، بحسب تقرير صادر عن مجلس مصلحة السجون والأعمال الجنائية عن توقعاته لموازنة عمله في 2019.

ويعزو وزير العدل السويدي هذه الزيادة إلى ما سمّاه "فعالية عمل الشرطة" في مكافحة الجرائم، فهناك العديد من المشتبه بهم الذين جرى توقيفهم مؤخراً، وزيادة بـ200 شخص في عدد المحبوسين على ذمة التحقيق هذا العام مقارنة بالعام الماضي".

وعانت السويد خلال الفترة الماضية من استعار حرب العصابات في بعض مدنها، إذ استعمل الرصاص الحي لتصفية الحسابات، وقتل وجرح عشرات المواطنين في عمليات إطلاق نار مستمر في مدن جنوب غرب البلاد.

ويؤكّد مسؤولو مصلحة السجون في السويد أن الاكتظاظ وزيادة أعداد المسجونين أدّيا إلى "زيادة العنف بنسبة 40 في المائة بين المساجين، و65 في المائة بحق الموظفين خلال العامين الماضيين".

وبحسب المدير العام لمصلحة السجون السويدية، فردريك فيلهيلمسون، فإن "الزيادة بنسبة 95 في المائة تعني تضخم نسبة العنف أكثر".​

ويقول أحد ضباط السجون، لايف كيدال، للقناة السويدية: "تواجهنا مشكلة حقيقية في عملية نقل المساجين، الذين لا يجب أن يكونوا في بعض السجون، ما يعني أنك تواجه عنفاً إضافياً، بسبب أن هؤلاء لا يستطيعون التعايش مع بعضهم".

مكافحة المخدرات من داخل السجون (ناصر السهلي)

ويشير هذا الضابط إلى تزايد حالات الفرار من السجون "لغياب القدرة على مواجهة الاكتظاظ بالإمكانات الحالية".

وواجهت السويد خلال اليومين الماضيين أكبر عملية مطاردة بحق مسجون محكوم بعملية قتل أثناء نقله في جنوب غرب البلد، وما تزال الشرطة بمعاونة من هليكوبتر الدفاع المدني تحاول الوصول إلى القاتل الفار.

 

الحاجة إلى التخفيف من الاكتظاظ (ناصر السهلي) 

وعلى خلفية هذه الأخبار الجديدة، تذهب حكومة يسار ويسار الوسط إلى قطع وعود بأنها ستلبّي مطالب مصلحة السجون بتخصيص 250 زنزانة بدل 800 زنزانة جديدة طالبت بها المصلحة، وبالنسبة إلى وزير العدل، فإنه "يجب أن تكون السجون قادرة على معالجة الأوضاع داخلها ولو وصلت نسبة الإشغال إلى 90 في المائة، ومن المفهوم أن الوضع الحالي (بهذه النسبة 95 في المائة) تكون الشرطة في وضع صعب لمكافحة جرائم العصابات".

مناشدات بتخصيص زنازين جديدة (ناصر السهلي)



ويضيف يوهانسون أن "وضعاً كهذا سيجعل من الصعب إبعاد أفراد العصابات المتحاربين عن بعضهم (داخل السجون)، وهذا يعني أننا لن نكون قادرين على جمعهم في نفس السجون".

وتعاني السجون من قلة الموارد لفصل أفراد العصابات عن مساجين آخرين، فعلى عكس جارتها الدنمارك، التي باتت تخصص سجوناً خاصة بأفراد العصابات، ما تزال السويد تسجنهم في سجون مختلطة الجرائم.

فعلى سبيل المثال يضم سجن كوملا أفراد عصابات من مجموعتي "هيلس أنجليس" و"بانديدوس" المتحاربتين داخل الأسوار وخارجها. ومثلهما تختلط عصابات أخرى في سجون جنوب غرب السويد، حيث تتصارع بالرصاص الحي والقتل بحصيلة ثقيلة من الأرواح وفقدان الشعور بالأمان وسمعة تلك المدن، وخصوصاً غوتينبورغ ومالمو.