المحاصرون في درعا يترقبون تسوية مع النظام تسمح بخروجهم

10 يوليو 2018
محاصرون في درعا يتجهزون للخروج (فيسبوك)
+ الخط -

يترقب المحاصرون السوريون في أحياء درعا البلد وطريق السد، التوصل إلى تسوية مع قوات النظام رافضين دخول هذه القوات إلى مناطقهم، بعدما ضربت طوقاً عسكرياً وأمنياً حولهم، تقوم من خلاله بتقليص المساحة الجغرافية التي يعيش فيها الأهالي.

ويقول النازح السوري كريم محمد (55 سنة)، إن "النظام لن يلتزم بحقن دماء الأهالي المحاصرين في درعا، خاصة أنه يتخذ الأحياء الموالية له منطلقا لفرض حصاره". مضيفا لـ"العربي الجديد": "نرجو أن يتوصل الشبان إلى حل يفضي إلى تسوية لخروجنا من هنا. الجميع يرفض البقاء تحت رحمة النظام، وخاصة أن أغلب المنازل دمرت ولا تصلح للسكن. نسمع أحاديث متفرقة عن قرب فتح معبر باتجاه ريف درعا الغربي أو القنيطرة".

 غيث العلي، ابن حي طريق السد، يقول لـ"العربي الجديد"، إن "النظام يحاول إيهامنا بأن التسوية والعودة إلى سيطرته هي الخيار الأفضل. هذا كذب، والناس لا تنطلي عليهم هذه الخدعة. يطالب الشبيحة عبر الميكروفونات مقاتلي الفصائل بالرضوخ للتسوية، لكننا لا نعرف ما مصير أبنائنا وعوائلنا في حال رضخوا للتسوية واعتقلتهم قوات النظام أو قتلتهم. لا خيار أمامنا سوى الخروج".

ويضيف "أنا مصاب، وبالتالي سأتهم بأني كنت أحد مقاتلي الجيش الحر، وستتم ملاحقتي، إن لم يكن اليوم سيكون ذلك غداً، وهذا ما حدث في كل المناطق التي خضعت للتسوية".


بدورها، تؤكد المدرسة خولة إبراهيم (36 سنة)، لـ"العربي الجديد"، أن "هؤلاء الذين يحاصروننا وحوش لا يعرفون الرحمة. قصفونا بكل ما أتيح لهم من أسلحة، وقتلوا أطفالنا وخيرة شبابنا، ودمروا المنازل على رؤوس أهلها. منطقتنا معروفة بتصديها لهم منذ انطلاقة الثورة، وما زال الشباب على هذا النهج، ونحن من خلفهم، ولن نسمح بدخول الشبيحة إلى مناطقنا".

وتضيف: "نناشد المنظمات الإنسانية والدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد، أن يفتحوا معبرا لننجو بأرواحنا، وهذا مطلبنا الأخير. نعرف أنهم لن يلبوه، لكننا لن نكف عن المطالبة به".

أما الستيني سالم أبو المجد فيقول لـ"العربي الجديد": "لم تعد تهمنا طبيعة التسوية مع النظام، فالموت أصبح مساويا للحياة هنا، وبقاؤنا على هذه الحال يعني الموت جوعا، ونعلم أن النظام لا يبالي مطلقا بموتنا، وحتى المجتمع الدولي".