البعوض يؤرّق التونسيين

25 يونيو 2018
النفايات تفاقم المشكلة (العربي الجديد)
+ الخط -

تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، راح تونسيون كثر يشتكون من انتشار البعوض، خصوصاً في المناطق الشعبية. وتبدو المشكلة أكبر في المناطق السكنية الواقعة بالقرب من السباخ والمستنقعات ومكبات النفايات. وقد عمدت عائلات بمعظمها إلى وسائل ذاتية للقضاء على البعوض والتخفيف من حدّته، من قبيل مبيدات الحشرات أو الناموسيات على النوافذ والأبواب، غير أنّها وعلى الرغم من ذلك تشتكي بمعظمها من البعوض.

وكانت وزارة البيئة في تونس قد أعلنت أنّها استعدت لتكثيف تدخلها في معظم المناطق مع الهياكل المعنية، من قبيل البلديات وديوان التطهير، للقضاء على البعوض منذ بداية السنة الجارية. وعلى الرغم من الحديث عن اعتماد إجراءات التدخل اللازمة، فإنّ شكاوى الأهالي من تكاثر البعوض في مناطق عدّة استمر في المدّة الأخيرة، خصوصاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار. وفي مثل هذه الظروف، يصير القضاء على البعوض أمراً صعباً، لا سيّما في المناطق الشعبية مثل سيدي حسين والملاسين وأريانة ورواد في العاصمة.

ويعمد بعض السكان إلى إشعال النار في بعض الأعشاب الطفيلية والجافة، إذ إنّ الدخان يقضي على البعوض لكنّه في المقابل يؤدّي إلى اختناقات بين السكان، بحسب ما يخبر أحمد السابقي أحد سكان منطقة سيدي حسين. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "العائلات في المنطقة تستعمل بعض الطرق التقليدية كإشعال النار أو وضع الكلور في بعض المستنقعات القريبة من المساكن، ظناً منهم أنّ ذلك قد يقضى على البعوض. كذلك تغلق النوافذ والأبواب بناموسيات للتخفيف من انتشار البعوض داخل البيوت، لكن كلّ ذلك من دون جدى".




ويشير السابقي إلى أنّ "العادة جرت خلال السنوات الأخيرة على رشّ المستنقعات ومعظم الأحياء بمبيدات إمّا بواسطة طائرات أو مضخات كبيرة، خصوصاً في سبخة سيدي حسين منذ شهر إبريل/ نيسان أي قبل ارتفاع درجات الحرارة". ويتابع أنّ "ذلك لم يحصل هذا العام، وهو ما أدّى إلى تكاثر البعوض. ولا أظنّ أنّ الأمر سوف يكون نافعاً اليوم، خصوصاً بعد هطول الأمطار في المدّة الأخيرة وتجاوز أوان وضع البيض لدى البعوض، لا سيّما شهر مايو/ أيار".

من جهتها، تتذمّر منصورة الجندوبي من انتشار البعوض، هي التي تقطن في سيدي حسين السيجومي في ضواحي العاصمة. تخبر "العربي الجديد" أنّ "ابني أصيب بطفح جلدي من جرّاء لدغات البعوض، الأمر الذي خلّف لديه حساسية في الجلد وحكة شديدة مع إصابات في العين". تضيف أنّها "ليست المرّة الأولى التي يصاب فيها شأنه شأن أطفال كثيرين في المنطقة، نتيجة التلوّث والبعوض الذي يتنقل أساساً في المستنقعات". وتتابع أنّها مثل معظم سكان المنطقة تعاني من المشكلة نفسها سنوياً، "لأنّ التدخل يجري متأخراً بعد تكاثر البعوض".

البعوض يكثر في مثل هذه الأماكن (العربي الجديد)


كريم بن ساسي من سكان العاصمة، يشتكي هو الآخر من "البعوض الذي انتشر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة بعد هطول الأمطار، بالإضافة إلى كثرة تجمعات المياه الراكدة في أسفل المباني القديمة وطبقاتها الأرضية التي تحتاج إلى صيانة وسحب المياه الراكدة منها". ويلفت بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "التدخّل لا يجري في معظم الأحيان، لأنّها مغلقة بمعظمها. لذا يجب على الجهات المعنية أن تفرض على أصحاب تلك المباني أو البيوت معالجة الأمر أو سحب المياه الراكدة فيها".

إلى ذلك، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة كبيرة ضد وزارة البيئة بسبب انتشار البعوض. وانتشرت معها تعليقات ساخرة من البعوض ومن الوزارة، لا سيّما بعد ما قاله وزير البيئة والتنمية الجهوية رياض المؤخر خلال جلسة مساءلة في البرلمان بداية الشهر الجاري وهو أنّ ثمّة بعوضاً حضرياً وآخر ريفياً وأنّ الوضع تحت السيطرة. يُذكر أنّ المؤخر أعلن عن تنفيذ 97 طلعة جوية لرشّ المبيدات منذ بداية هذا العام.




في السياق، تقول المديرة العامة للتراتيب والنظافة في وزارة البيئة سميرة العبيدي لـ"العربي الجديد" إنّ "الوزارة بدأت في تنفيذ خطة مقاومة البعوض بالتعاون مع وزارة التجهيز والفلاحة والديوان الوطني للتطهير، في بداية العام الجاري، بهدف سحب المياه من البرك في المناطق حيث تكثر الحشرات بكل أنواعها. كذلك كان تدخل في منطقة سيدي حسين في إبريل/ نيسان الماضي، لا سيّما وأنّها تضمّ أكبر سبخة في العاصمة". تضيف أنّ "الوزارة سوق تعمد في كلّ فترة إلى مداواة معظم المناطق التي ينتشر فيها البعوض. لكن في الوقت نفسه، يجب على الأهالي الذين يشتكون من انتشار البعوض في مناطقهم السكنية أن يبلّغوا عن ذلك لتسهيل عمل الوزارة وتحديد المناطق التي تستوجب تدخلات عاجلة". وتشدد العبيدي على أنّ "النفايات التي يلقيها المواطن في غير مكانها، إلى جانب انتشار البرك والمياه الراكدة في بعض المساكن القديمة المغلقة خصوصاً بعد هطول الأمطار، تساهم بشكل كبير في انتشار كل أنواع الحشرات".
دلالات
المساهمون