الانفلات الأمني يدفع الكوادر الطبية في إدلب السورية إلى الإضراب

20 يونيو 2018
تعليق العمل الإسعافي والعمليات غير المستعجلة (تويتر)
+ الخط -

يواصل عدد من الأطباء والصيادلة في مدينة إدلب إضرابهم لليوم الثاني على التوالي، رفضاً للانتهاكات التي طاولت الكوادر الطبية بسبب حالة الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة والمدينة على وجه الخصوص.

وشمل الإضراب، حسب بيان مشترك صادر عن نقابة الأطباء والصيادلة، أمس الثلاثاء، تعليق العمل الإسعافي والعمليات غير المستعجلة، ويستمر الإضراب حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

في السياق، قال معاون مدير الصحة في إدلب، الطبيب مصطفى العيدو، لـ"العربي الجديد": إن "مديرية الصحة لم يصدر عنها أي قرار يؤيد إغلاق المشافي أو النقاط الطبية وخاصة الإسعافية منها، لأن وقف العمل الطبي كارثي بحد ذاته مع الضعف الكبير والصعوبات التي تواجهها".

وأضاف "لكن نتيجة الأحداث الأمنية الأخيرة، ونظراً للصعوبات والتحديات التي تواجه الكادر الطبي والخوف والقلق لديهم من الانتهاكات بحقهم، جعل البعض منهم يلجأ للإضراب، وهو غير منظم ولا يحمل صفة رسمية، لكننا نحمل القوى الأمنية مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة كوادر العمل الطبي وغيره".

إلى ذلك، أكد سامي ( 42 عاماً)، وهو اختصاصي تمريض ومن مؤيدي الإضراب، لـ"العربي الجديد"، الأسباب التي دفعته للمشاركة: "رأينا ما حل بالطبيب محمود مطلق بعد اختطافه من قبل عصابة مسلحة، تعذيب شديد تعرض له الطبيب الذي يقدم الخدمات الإنسانية للناس من دون تفرقة، أسبوعان كاملان أمضاهما في سجن تلك العصابة، وأفرج عنه بفدية بلغت خمسين ألف دولار أميركي. آثار التعذيب بحاجة إلى أشهر ليتعافى منها جسده، فنحن لا نريد أن نواجه مصير الطبيب محمود، نريد أن يتم تحييدنا عن أي نزاع أو صراع بين أي طرف مسلح في مدينة إدلب وعموم المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ولا نريد أن نكون ورقة لتصفية الحسابات أو مصدراً مالياً لبعض العصابات عن طريق الفدية والابتزاز".

بدوره، يقول مصطفى الرجب، أحد أبناء مدينة إدلب والناشط الإعلامي فيها، "إنّ الإضراب الذي يقوم به جزء من الأطباء في مدينة إدلب لن يكون له أي نفع"، وأوضح لـ "العربي الجديد" أن "هذا الإضراب يشكل عبئاً على الأهالي، إذ يضطر المريض للذهاب إلى خارج مدينة إدلب لتلقي العلاج".

وتابع: "نحن مع الأطباء في قضية الضغط على الفصائل لتأمين حماية لهم، ومنع عمليات الخطف والابتزاز للجميع وخاصة الطواقم والكوادر الطبية، لكن لا نريد لهذا الضغط أن يكون منصباً على الأهالي، فهم الورقة الأضعف فيه، وهم من يتأثر بشكل مباشر بهذه القضية، ونريد حلولاً عملية بالتعاون من الجميع لها".

أما سيد الشحود (40 عاماً) فقد أوضح أن إضراب الكوادر الطبية وتوقفها عن العمل فرصة لهم للضغط على الأهالي كي يقفوا بجانبهم ويمنعوا عمليات اختطافهم وابتزازهم من قبل العصابات المسلحة، التي نشطت مؤخراً في محافظة إدلب، وخاصة مع انتشار حالات اختطاف لمحاسبين وممرضين يعملون في منظمات طبية مثل "SAMS".



وقال الشحود لـ"العربي الجديد": "هناك أناس لا يقدرون مطلقاً دور الكادر الطبي ويعتبرون أنه عادي ومن الممكن لمتدربين عاديين أن يقوموا به، لكن على العكس تماماً يجب إعادة الاحترام الكامل لهذا الكادر والسعي من الجميع لتوفير جو عمل مناسب له، فضلاً عن ضرورة وجود قوة تنفيذية تدار من الفصائل لحماية وتأمين الطواقم الطبية".