المصريون يخسرون خوخ سيناء

05 مايو 2018
آلاف الأشجار ما زالت تنتظر قطفها (Getty)
+ الخط -
حصل ما توقعه المزارع يوسف حسان، إذ فشل موسم الخوخ لهذا العام في سيناء، شمال شرقي مصر، إثر الحصار المفروض من قبل الجيش المصري على محافظة شمال سيناء، منذ 9 فبراير/ شباط الماضي، بالتزامن مع العملية العسكرية الشاملة، وهو ما عاد على المزارعين بخسائر فادحة أثرت على حياتهم، كما أفقد العائلات المصرية مذاق الخوخ السيناوي (دراق) الشهير.

يقول حسان، الذي يملك بستان خوخ في جنوب مدينة رفح، على الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنّ المزارعين توقعوا انتهاء العملية العسكرية قبل بدء موسم الخوخ الذي يأتي بعد منتصف شهر إبريل/ نيسان من كلّ عام، إلّا أنّ ذلك لم يحصل، فبدأوا اتصالات مكثفة مع عدد من الشخصيات الحكومية المهتمة بالقطاع الزراعي، التي أكدت ردودها على ارتباط الأمر بقرار أمني من قيادة عمليات الجيش المصري بسيناء، ما يضعف فرص نجاح الموسم لهذا العام.




يضيف حسان لـ"العربي الجديد"، أنّه على الرغم من جرف الجيش لعشرات الفدادين المزروعة بالخوخ والزيتون خلال الأسابيع الماضية، إلا أنّ آلاف الأشجار المحملة بثمار الخوخ ما زالت تنتظر قطفها، بينما يحول إغلاق الطرقات من مدينة رفح وإليها، دون نقل الثمار للبيع في أسواق خارج المدينة، كسوق الشيخ زويد والعريش وبئر العبد، أو حتى مناطق وسط سيناء، ما يشير إلى فشل الموسم الحالي في حال عدم تدارك الأمر من قبل الجهات المعنية خلال الأيام القليلة المقبلة.

بدأ موسم الخوخ في التدهور منذ عام 2013 مع بدء المعارك بين تنظيم ولاية سيناء وقوات الأمن المصرية، إلى أن بلغ أوضاعاً سيئة للغاية مع بدء العملية العسكرية الشاملة في فبراير الماضي، في ظل الإغلاق الشامل للمحافظة، وعدم الاهتمام بالقطاع الزراعي من قبل الحكومة المصرية وإدارة المحافظة.

يعتمد عشرات من مزارعي سيناء على حصاد الخوخ من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية. ولدى أهالي المنطقة عرف بعد انتهاء موسم حصاد الخوخ وبيعه، إذ تشهد بيوت مزارعيه حينها أعراس أولادهم وما يترتب على ذلك من بناء منازل جديدة، ما يخلق حركة اقتصادية نشطة في مدينتي رفح والشيخ زويد، عدا عن تحسين أوضاع المزارعين من خلال إنشاء خطوط ري مياه وغيرها من مستلزمات التحضير للموسم المقبل.

لطالما كان الطريق الدولي من رفح والشيخ زويد وإليهما يشهد حركة مزدحمة لسيارات النقل على مدار الساعة خلال موسم الخوخ خلال السنوات الماضية التي سبقت إغلاق الطريق الدولي، واشتداد المعارك بين تنظيم ولاية سيناء والجيش المصري. وكانت تلك الفترة تشهد حوادث سير في موسم نقل الخوخ بسبب السرعة الزائدة التي يقود بها سائقو الشاحنات المحملة به خوفاً من تلفه على الطريق من سيناء إلى محافظات مصر الأخرى.

في السياق، يقول رئيس اتحاد قبائل سيناء إبراهيم المنيعي، لـ"العربي الجديد"، إنّ موسم الخوخ لهذا العام قد يعتبر الأخير في حال استمرار العمليات العسكرية على النحو الذي تقوم به الآن من جرف للمزارع المنتشرة جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد وشرق العريش. يضيف أنّ هذا الموسم هو الأكثر فشلاً وخسارةً للمزارعين بسبب عدم نقل ثمار الخوخ خارج مدينتي رفح والشيخ زويد في ظل حالة الإغلاق الشامل للمحافظة، وعدم السماح بنقل الخوخ إلى خارج المحافظة.

يدعو المنيعي إلى ضرورة مسارعة الدولة ومديرية الزراعة وكافة الشخصيات الحكومية في سيناء إلى إيجاد حلّ ينقذ موسم الخوخ السيناوي لهذا العام، ويبعد شبح الخسارة عن المزارعين، من خلال التنسيق لنقل الخوخ إلى أسواق خارج سيناء بما يعود بالفائدة على المزارعين، ويحسّن من الوضع الاقتصادي السيئ هناك. يشير إلى أنّ العائلات المصرية ستفتقد الخوخ السيناوي إلى الأبد في حال فشل الموسم الحالي.




لا تعويضات
عمليات الجيش المصري الميدانية في محافظة شمال سيناء، شمال شرقي مصر، التي بدأت في 9 فبراير/ شباط الماضي، والتي جاءت تحت عنوان "العملية الشاملة 2018" شملت جرف آلاف الفدادين الزراعية المحملة بالخوخ والزيتون والحمضيات في مدينتي رفح والشيخ زويد، وبعض مناطق جنوب العريش، ما حمّل المزارعين خسائر فادحة، من دون تقديم أيّ تعويضات لهم من جانب الحكومة المصرية.