فارق الأربعيني التونسي عبد الكريم القرميطي، الحياة، اليوم الخميس، متأثرا بالحروق البليغة التي أصابت كامل جسده بعد إقدامه قبل أيام على الانتحار حرقا أمام بلدية الزهور بالقصرين، احتجاجا على عدم صرف راتبه لأكثر من سنتين.
وكان القرميطي يعيل أسرته من مهنته ضمن عمال الحضائر، وهم عمال غير معينين رسميا، ويتقاضون أجورا زهيدة مقابل خدمات يؤدونها للدولة في البستنة والدهانات وغيرها.
وقال كاتب عام نقابة عمال الحضائر بالقصرين، فيصل عتوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأسباب التي دفعت عبد الكريم إلى الانتحار تتمثل في عدم صرف راتبه لأكثر من عامين"، مبينا أنه "في البداية لم يكن عبد الكريم بمفرده في هذا الوضع، حيث إن عددا من عمال الحضائر في بلدية الزهور لم يحصلوا على رواتبهم طيلة نفس الفترة، بزعم عدم وجود أموال، ولكن أخيرا تم صرف الرواتب لكافة العمال باستثناء عبد الكريم، وأدى هذا إلى إثارة غضبه".
وأضاف عتوري، أنّه "تم إبلاغ الراحل بأنه سيتم التخلي عنه بحكم عدم نقاء صحيفة سوابقه التي تضم 3 سوابق عدلية، رغم أن أغلب القضايا قديمة، وتتعلق بخصومات وعنف بحكم الطيش في شبابه"، مشيرا إلى أنّ هذا الأمر أثر كثيرا فيه كونه رب أسرة ويعيش وضعا اجتماعيا مزريا.
وأوضح أنّ "عائلة الراحل تعيش من المساعدات التي تتلقاها من الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، والمعتمدية أجّرت له مسكنا بحكم عجزه عن دفع الإيجار، إذ ليس لدى أسرته ما يفي بالحد الأدنى للعيش".
وحمّل عتوري "وزارة الداخلية مسؤولية ما حصل، لأن التراكمات أوصلت الرجل إلى اليأس، وإلى عدم الرغبة في الحياة".
وأشار إلى أن الكثير من عمال الحضائر في القصرين، في حال مماثل لحالة عبد الكريم القرميطي، فبعضهم يتم إنهاء خدمته بصفة فجائية بحكم اقترابه من سن التقاعد، وبعضهم الآخر يمني النفس بالحصول على الراتب الزهيد، ونتيجة حصول بطء إداري يؤجلون صرف راتبه.