في مسجد "جاما" أو المسجد الجامع الواقع في أحد أحياء مدينة دلهي القديمة، راح هؤلاء الهنود المسلمون يؤدّون صلاة التراويح، تماماً كما هي الحال في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان الكريم.
وطقوس رمضان في الهند تأتي مشابهة إلى حدّ كبير لطقوسه في البلدان المسلمة الأخرى، لا سيّما العربيّة منها، من قبيل صلاة التراويح وليلة القدر والإفطارات الجماعيّة وما إلى ذلك. والهنود يعرفون المسحّراتي كذلك، فهو ليس تقليداً مرتبطاً بالبلدان العربية مثلما نظنّ. في الهند، يُسمّى "سهري"، ويجوب الشوارع قبيل فجر كلّ يوم من أيام الشهر الفضيل. وفي ختامه، يقدّم له السكان إمّا النقود وإمّا الهدايا، بهدف شكره على إيقاظ الصائمين لتناول السحور.
من جهة أخرى، تقول تقاليدنا العربيّة، بأنّ الصائم يفطر عادة إمّا على الماء أو على التمر. أمّا في الهند، فإنّ الصائمين يفطرون على الملح. هذا صحيح. الملح هو أوّل ما يتناوله الهنود بعد أذان المغرب، قبل أن يأكلوا حصصهم من الأطباق التي تتنوّع على المائدة الرمضانيّة، مثلما تتنوّع أطباق المائدة العربيّة. لكنّ أطباقهم تأتي بحسب المطبخ الهندي بالتأكيد.
تجدر الإشارة إلى أنّ المسلمين في الهند راحوا يتزايدون خلال العقد الأخير، ليسجّلوا نحو 14.2 في المائة من مجموع سكّان البلاد، في حين تراجع عدد الهندوس إلى ما دون 80 في المائة. وهو أمر لم يحصل سابقاً.
(العربي الجديد)