اتهامات بدفن جثث المدنيين في الموصل مع قتلى "داعش"

20 مايو 2018
تتضارب الأرقام عن أعداد المدنيين القتلى (فيسبوك)
+ الخط -
أعلنت الحكومة المحلية في نينوى، ثاني أكبر مدن العراق من حيث المساحة، إنهاء حملات انتشال الجثث التي ظلّت في العراء وتحت الأنقاض حتى تفسخت وتلوثت الأجواء بسببها، وذلك بعد مرور عشرة أشهر على تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي. في حين تحدثت جهات حقوقية عن انتهاكات ودفن عشوائي للجثث المنتشلة قبل التحقق من هويتها.

وقال محافظ نينوى نوفل العاكوب إن "فرق الدفاع المدني والمديريات الأخرى تمكنت من انتشال جميع الجثث من تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة"، مبيناً أن "جثث الأبرياء وصلت إلى 2654 جثة، في حين انتشلت 157 جثة من تنظيم "داعش" الإرهابي في الحملة الأخيرة التي أنجزت الأسبوع الماضي".

وكشف مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون، عن "معلومات تفيد بانتهاكات حصلت أثناء عملية دفن الجثث". وقال سعدون لـ"العربي الجديد"، "المرصد علِم من أعضائه في مدينة الموصل بوجود عمليات دفن جماعي لجثث المدنيين وعناصر تنظيم "داعش" في ساحات كبيرة من دون فحصها والتأكد منها".

وأضاف: "يُمكن لهذا الإهمال أن يُسهم في تغييب الحقائق عن مئات العوائل التي تنتظر مفقوديها نتيجة المعارك العسكرية التي جرت لتحرير المدينة من داعش"، مبيناً أن "ما حدث يمثل خرقاً لحقوق الإنسان، وانتهاكاً للقوانين بعد الحرب التي لم يكن للمدنيين فيها أي ذنب".

في الأثناء، أكد يحيى الأعرجي، وهو مهندس ضمن فرق الدفاع المدني في الموصل، حدوث أخطاء في أعمال البحث وانتشال الجثث من المدينة القديمة الأكثر تأثراً بالحرب. وقال لـ"العربي الجديد": "بعض العناصر الأمنية الموجودة مع الجيش والدفاع المدني سعت خلال عملية البحث عن جثث المدنيين إلى سرقة حاجيات ثمينة وحديد"، مبيناً أن "أكثر من 10 آلاف جثة تم انتشالها في شهر فبراير/ شباط الماضي، وانتشلنا في الحملة الأخيرة التي انتهت قبل يومين قرابة ثلاثة آلاف جثة".

الدمار هائل وأُسر دفنت تحت أنقاض منازلها (فيسبوك) 



ويكمل: "في بداية الحملة تم دفن جثث عناصر تنظيم داعش من قبل البلدية، في حين سُلمت جثث المدنيين إلى ذويهم"، مشيراً إلى أن "كثرة الجثث أدت إلى حصول إرباك في العمل وحدوث أخطاء، مثل اختلاط بعض جثث المدنيين مع جثث داعش ودفنها معاً".

بدوره، ينفي عضو المجلس المحلي لمدينة نينوى نور الدين قبلان، حصول أخطاء في انتشال جثث المدنيين، وقال: "فرق الجيش والبلدية والشرطة الدفاع المدني عملت وفق واجبها بأفضل ما يكون، ومن خلال تنسيق الجهود توصلت إلى نتائج مهمة في انتشال الجثث وفرزها".

أنباء عن دفن جثث المدنيين وجثث داعش بعشوائية (فيسبوك) 


وأضاف في اتصالٍ مع "العربي الجديد" أن "العمل كان على أساس فرز الجثث بأخذ عينات منها، ومن ثم إرسالها إلى مراكز التحليل لكشف اختبار (DNA)، فضلاً عن ترقيم الجثث، وحفظها لتكون جاهزة لدفنها بواسطة الفرق الطبية المختصة أو ذوي القتلى".

وبلغ إجمالي عدد القتلى نحو 40 ألف قتيل بين المدنيين، وفق ما صرح به وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، مشيراً إلى أن معظم القتلى سقطوا إما بنيران المدفعية العراقية وإما بغارات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، كما سقط بعضهم على يد تنظيم "داعش".

مخاوف من عدم تسليم كل الجثث إلى ذويها (فيسبوك) 



ولكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي علّق على ذلك بالقول إن جهات تسعى إلى تضخيم عدد القتلى، وقال: "الإحصائية الرسمية لعدد القتلى تتحدث عن نحو 1500 قتيل من المدنيين".

يُذكر أن الحكومة العراقية أطلقت حملة تحرير مدينة الموصل في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بمشاركة نحو 100 ألف جندي وعسكري عراقي وعنصر من البشمركة و"الحشد الشعبي"، وبدعم كل من سلاح الجو الأميركي والفرنسي والأسترالي والبريطاني، فضلاً عن العراقي. واستمرت المعارك حتى العاشر من يوليو/ تموز 2017 بواقع 11 شهراً، أدت وفقاً لتقرير وزارة التخطيط العراقية إلى تدمير نحو 80 في المائة من الموصل.