إسلام وإسماعيل... الرحلة الأخيرة في الطائرة الجزائرية المنكوبة

11 ابريل 2018
تحطم الطائرة العسكرية الجزائرية (فيسبوك)
+ الخط -
إسلام وإسماعيل عسكريان جزائريان، لا يعرف أحدهما الآخر. الأول كان مسافراً على متن الرحلة المنكوبة التي باتت تعرف إعلامياً بطائرة "بوفاريك"، والثاني كان قائد الرحلة ذاتها. جمع بينهما الانتماء إلى الجيش وركوب الطائرة، كما جمع بينهما الموت.

تقبع عائلة مهداوي في حالة من الذهول، فهي لن تتمكن من اللقاء بابنها إسلام، في مدينة حجوط بولاية تيبازة، مجدداً. غادر الشاب الذي انخرط في الجيش قبل فترة، منزل العائلة فجراً، متوجهاً إلى مطار بوفاريك العسكري ليستقل الطائرة إلى قاعدته العسكرية جنوب الجزائر، لكن أسرته المكلومة لم تكن تعلم أنها ستكون الرحلة الأخيرة، فقد كان من ضحايا الطائرة التي تحطمت صباح اليوم.

عائلة قائد الطائرة، المقدم دوسان إسماعيل، فجعت هي الأخرى في عائلها البالغ من العمر 46 سنة، والذي أرسل إليها قبل الإقلاع صورة التقطها لنفسه، لن يعود إسماعيل إلى بناته الثلاث مجدداً، ولن تتمكن الفتيات من التغلب على الصدمة بسهولة.
بين الأسر المنكوبة أيضاً، عائلة لبيض، التي فقدت الأب في الحادث الدامي خلال توجهه مع 256 آخرين، بينهم عشرة من طاقم الطائرة، إلى مكان عمله جنوب الجزائر، عشرات العائلات فقدت اليوم والداً أو أخاً أو ابناً في الحادث.

مرّ الصباح ثقيلاً على محمد بن عيسى، توجه شقيقه في الصباح إلى وحدته العسكرية، ومنذ إعلان خبر تحطم الطائرة، ظل يحاول الاتصال بشقيقه بلا جدوى. يقول: "قضيت الصباح أحاول الاتصال به، لكن الهاتف كان مغلقاً، مرت عليّ ساعات عصيبة حتى كدت أصدق أنه كان على متن الطائرة المنكوبة، وبعد أربع ساعات هاتفني. امتزجت أحاسيس الغضب بالفرح بالحزن. لكنه حي والحمد لله".

وتجد عائلات الضحايا تضامناً شعبياً واسعاً لمساعدتها على تجاوز المحنة، فيما بعث الرئيس عبدالعزيز بوتفيلقة، ببرقية تعزية إلى أسر الضحايا والشعب الجزائري كافة. دعا فيها عائلات الضحايا إلى الصبر. كما نعت الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الضحايا، ودعت إلى التضامن معهم لتجاوز المحنة الأليمة.