العراق: انتهاء أزمة اللجوء بعودة 3 ملايين نازح إلى مناطقهم...ومراقبون يشككون

07 مارس 2018
نازحون عراقيون عادوا إلى ديارهم (Getty)
+ الخط -


أعلنت الحكومة العراقية، اليوم الأربعاء، تخطي  البلاد أزمة النزوح، مؤكدة عودة أكثر من ثلاثة ملايين نازح إلى مناطقهم، بينما يؤكد مسؤولون أنّ تجاوز الأزمة لن يكون إلّا بإنهاء معاناة النازحين وتعويضهم.

وقال وزير الهجرة والمهجرين، رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين، جاسم محمد الجاف، في بيان صحافي، إن "أزمة النزوح الأخيرة التي تعرضت لها البلاد تعد من أكبر الأزمات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط، بعد الأزمة السورية"، مؤكدا أنه "بفضل الجهود الكبيرة ووطنية أبناء الشعب، تمكنت الحكومة من تخطي الأزمة التي خلفت أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون نازح".

وكشف عن إطلاق "خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018"، والتي ستكون مشتركة بين الحكومة وفريق الأمم المتحدة في العراق، وبالتنسيق مع مجلس الوزراء، مبينا أنّ "الخطة ركزت على تقديم الخدمات للعوائل النازحة، وإدامة مخيمات الإيواء والاحتياجات اللوجستية والقانونية والإدارية، والتركيز على دعم الاستقرار في المناطق المحررة، والذي سيضمن عودة مليون نازح هذا العام".
وأكد الجاف، أنّ "جهود الوزارة مستمرة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لإعادة كافة النازحين الراغبين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية".

ويشكك كثير من المراقبين في صحة الأرقام الحكومية المعلنة، ويعتبرون أن الواقع مختلف، حيث ما زالت أكثر من 20 بلدة خالية من سكانها، كما أن المدن والبلدات التي أعيد السكان إليها لم تشهد عودة كاملة، فضلا عن امتلاء المخيمات بالنازحين في شمال وغرب البلاد.

وقال عضو جبهة الحراك الشعبي، محمد عبد الله، إن الأرقام المعلنة قد تكون غير صحيحة أو مبالغاً فيها، كونها لا تتطابق مع الواقع، وأضاف "نخشى أن تكون بدوافع انتخابية، لذا يجب أن تطلق الأمم المتحدة إحصائية بمن عاد، وقبل كل ذلك توفير بيئة عودة مناسبة وليس عودة إجبارية كما حدث في الشهرين الماضيين".


ورغم الإعلان، إلّا أنه مازال أكثر من مليونين ونصف المليون نازح بعيدا عن مناطقهم، عدا عن الرقم المجهول لعراقيين نزحوا إلى الخارج، في حين ينتقد ناشطون ومسؤولون الحديث عن تخطي الأزمة، مؤكدين أنّ تخطيها يكمن بتوفير العيش الكريم للعائدين الذين يعيش كثير منهم في العراء.

وقال مسؤول أحد مخيمات النزوح، غزوان محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أزمة النزوح متواصلة في البلاد"، مبينا أنّ "أغلب العائدين إلى مناطقهم لم يجدوا سوى الخراب فيها، وبعضهم وجدوا منازلهم مهدمة أو منهوبة، ولا إمكانية لديهم لترميمها".

وأضاف أنّ "تخطي أزمة النزوح يكمن في إيجاد حل شامل للأزمة، وألا تعاد أي عائلة إلا بعد أن يتم منحها تعويضا عن الضرر الذي لحق بمنزلها، وفقا للجان خاصة يجب أن تعمل على تقديرها. هذا الملف يجب أن يدار إنسانيا، ولا يستخدم للدعاية الانتخابية".

يشار إلى أنّ عددا من المناطق العراقية منع أهلها من العودة إليها رغم تحريرها منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تفرض مليشيات "الحشد الشعبي" سيطرتها عليها بشكل كامل، مثل جرف الصخر ويثرب وسلمان بيك والعويسات ومناطق في بيجي.

المساهمون