منعت جامعة الأزهر في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، قسماً من الطلاب من خوض امتحاناتهم النصفية، نظراً لعدم تسديدهم الرسوم، ما دفع هؤلاء للاحتجاج
صُدم طلاب جامعة الأزهر في قطاع غزة، السبت الماضي، بقرار إدارتها، منع من لم يسدد الحدّ الأدنى من رسوم الفصل الثاني، من دخول الامتحانات. فما كان من الطلاب بأطرهم الحزبية أو المستقلين إلاّ الاحتشاد أمام بوابات مباني الكليات ضد القرار، وتعطيل الامتحانات، ما اضطر إدارة الجامعة إلى تأجيلها. لكنّ الإدارة استدعت الأمن لفض اعتصامات الطلاب واعتقلت عدداً منهم. واحتجز الأمن، الصحافي محمود زغبر وصادر معداته أثناء تغطيته التحرك.
ولم يقتصر الأمر على السبت، إذ استمر الأحد وأمس الإثنين، وامتد من الطلاب الذين تعرضوا للضرب والاعتقال، إلى الطالبات الإناث اللواتي تضامنّ مع زملائهن، فاستدعت الجامعة عناصر الشرطة النسائية التي اعتدت عليهن وفضّت اعتصامهن بالقوة صباح أمس.
أحمد أبو جمعة، طالب في كلية الإدارة والعلوم الاقتصادية، منعه أمن الجامعة من الدخول إلى قاعة الامتحانات تنفيذاً لتعليمات الإدارة، وعندما حاول الذهاب إلى الإدارة منعه الأمن مع عدد من الطلاب من ذلك. والده موظف في السلطة الفلسطينية التابعة لرام الله، ويتقاضى ربع راتبه الذي يذهب ثلثه إلى خصومات السلطة والباقي للقرض المصرفي. يقول أبو جمعة لـ"العربي الجديد": "دفعت ثمن 5 ساعات من أصل 18 ساعة من الفصل الدراسي، وغيري كثير من الطلاب دفعوا عدد الساعات لتثبيت أسمائهم في سجلات الفصل الدراسي الثاني، والشؤون المالية للطلاب أخبرونا أنّه لن تكون هناك ضغوط علينا هذا الفصل، لكنّهم، منذ أسبوع، أرسلوا إلينا رسائل لدفع الحدّ الأدنى، وهو نصف رسوم فصل كامل، وصدمنا القرار".
اقــرأ أيضاً
أسيل أبو فرخ، من كلية التربية لغة إنكليزية، منعت أيضاً من دخول قاعة الامتحانات، مع العلم أنّها سددت، قبل أسبوعين، ثمن 5 ساعات دراسية، واستدان والدها المبلغ كي تثبّت اسمها ضمن كشوف الاختبارات. تقول لـ"العربي الجديد": "قرارات الجامعة تتلاعب بأعصابنا، خصوصاً أنّي في سنة التخرج، واليوم لا أعرف مصيري. لا أصدق شعاراتهم في تسهيل التسجيل للطلاب، فقد تقدمت بكتاب إلى الجامعة للنظر في ظروفي الاقتصادية، فردّت أنّ كتابي من ضمن مئات الكتب، وإدارة الجامعة تريدني أن أدفع كي أتمكن من متابعة دراستي وامتحاناتي".
تضامن طلاب جامعة الأزهر المسددون رسومهم مع الممنوعين من دخول قاعات الامتحانات. من هؤلاء إسماعيل رياض، من كلية الحقوق. يقول لـ"العربي الجديد: "جامعة الأزهر من أعرق الجامعات الفلسطينية، وهي تمثل رؤية الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي حرص على تقديم منح لجميع الطلاب والإحساس بظروفهم، لكنّها اليوم لا تشعر بالظروف الاقتصادية الصعبة، فكيف لوالد طالب لا يجد لقمة عيشه أن يوفر له مبلغ 9 ساعات في فصل واحد تصل قيمتها إلى 170 ديناراً أردنياً (240 دولاراً أميركياً)؟".
الممثل عن الأطر الطلابية في جامعة الأزهر، بلال الشيخ خليل، يقول لـ"العربي الجديد" إنّها ليست المرة الأولى التي تجبر فيها إدارة جامعة الأزهر طلابها على دفع الحد الأدنى لرسوم الفصل الواحد قبل الاختبارات النصفية أو النهائية، لكنّها هذه المرة كانت صارمة في قرارها كما يصف، وهي لم تراعِ الظروف العامة للطلاب، على عكس ما أشعرت به الأطر الطلابية في بداية الفصل الثاني، في فبراير/شباط الماضي، خلال اجتماع للبحث في تخفيف الأزمة المالية على الطلاب.
يوضح الشيخ خليل أنّ الأطر الطلابية تملك كشفاً فيه ألف طالب من الحالات الاجتماعية الصعبة، من بينهم فقراء ويتامى، سلمته إلى إدارة الجامعة، إلاّ أنّ الأخيرة لم تراعِ ظروفهم. ومع سؤالها، ردّت الإدارة أن لا علاقة لممثلي الأطر الطلابية بقرارات الجامعة المالية.
إدارة جامعة الأزهر، بدورها، قالت إنّ بعض الطلاب أقدموا، صباح السبت، على عرقلة سير الامتحانات المنعقدة في بعض الكليات، والتشويش على قاعات الاختبارات. وأشارت إلى أنّها ستعقد امتحانات تعويضية للطلاب الذين لم يتمكنوا من دخول امتحاناتهم.
لكن حركة الشبيبة الفتحاوية التي تسيطر على مجلس الطلاب في الجامعة، أصدرت بياناً يردّ على بيان الجامعة، وتعتبر فيه أنّ إدارة الجامعة ضربت بكلّ القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية عرض الحائط، ولم تقدم تسهيلات للطلاب. وطالبت الحركة إدارة الجامعة بالتراجع عن قرار منع الطلاب، وإلا ستكون النتائج قد فاقت التوقعات، على حدّ تعبير البيان.
اقــرأ أيضاً
واستنكرت الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية "الإجراءات التعسفية لجامعة الأزهر". يقول منسق الحملة، إبراهيم الغندور، لـ"العربي الجديد": "تواصل الجامعات الأخرى أيضاً الضغط على الطلاب غير المسددين، ولو أنّها لم تصل بعد إلى حدّ منعهم من الامتحانات. إجراءات الضغط هذه تشير إلى سيطرة العقلية التجارية وتسليع التعليم، بعيداً عن مصلحة الطلاب والوطن".
صُدم طلاب جامعة الأزهر في قطاع غزة، السبت الماضي، بقرار إدارتها، منع من لم يسدد الحدّ الأدنى من رسوم الفصل الثاني، من دخول الامتحانات. فما كان من الطلاب بأطرهم الحزبية أو المستقلين إلاّ الاحتشاد أمام بوابات مباني الكليات ضد القرار، وتعطيل الامتحانات، ما اضطر إدارة الجامعة إلى تأجيلها. لكنّ الإدارة استدعت الأمن لفض اعتصامات الطلاب واعتقلت عدداً منهم. واحتجز الأمن، الصحافي محمود زغبر وصادر معداته أثناء تغطيته التحرك.
ولم يقتصر الأمر على السبت، إذ استمر الأحد وأمس الإثنين، وامتد من الطلاب الذين تعرضوا للضرب والاعتقال، إلى الطالبات الإناث اللواتي تضامنّ مع زملائهن، فاستدعت الجامعة عناصر الشرطة النسائية التي اعتدت عليهن وفضّت اعتصامهن بالقوة صباح أمس.
أحمد أبو جمعة، طالب في كلية الإدارة والعلوم الاقتصادية، منعه أمن الجامعة من الدخول إلى قاعة الامتحانات تنفيذاً لتعليمات الإدارة، وعندما حاول الذهاب إلى الإدارة منعه الأمن مع عدد من الطلاب من ذلك. والده موظف في السلطة الفلسطينية التابعة لرام الله، ويتقاضى ربع راتبه الذي يذهب ثلثه إلى خصومات السلطة والباقي للقرض المصرفي. يقول أبو جمعة لـ"العربي الجديد": "دفعت ثمن 5 ساعات من أصل 18 ساعة من الفصل الدراسي، وغيري كثير من الطلاب دفعوا عدد الساعات لتثبيت أسمائهم في سجلات الفصل الدراسي الثاني، والشؤون المالية للطلاب أخبرونا أنّه لن تكون هناك ضغوط علينا هذا الفصل، لكنّهم، منذ أسبوع، أرسلوا إلينا رسائل لدفع الحدّ الأدنى، وهو نصف رسوم فصل كامل، وصدمنا القرار".
أسيل أبو فرخ، من كلية التربية لغة إنكليزية، منعت أيضاً من دخول قاعة الامتحانات، مع العلم أنّها سددت، قبل أسبوعين، ثمن 5 ساعات دراسية، واستدان والدها المبلغ كي تثبّت اسمها ضمن كشوف الاختبارات. تقول لـ"العربي الجديد": "قرارات الجامعة تتلاعب بأعصابنا، خصوصاً أنّي في سنة التخرج، واليوم لا أعرف مصيري. لا أصدق شعاراتهم في تسهيل التسجيل للطلاب، فقد تقدمت بكتاب إلى الجامعة للنظر في ظروفي الاقتصادية، فردّت أنّ كتابي من ضمن مئات الكتب، وإدارة الجامعة تريدني أن أدفع كي أتمكن من متابعة دراستي وامتحاناتي".
تضامن طلاب جامعة الأزهر المسددون رسومهم مع الممنوعين من دخول قاعات الامتحانات. من هؤلاء إسماعيل رياض، من كلية الحقوق. يقول لـ"العربي الجديد: "جامعة الأزهر من أعرق الجامعات الفلسطينية، وهي تمثل رؤية الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي حرص على تقديم منح لجميع الطلاب والإحساس بظروفهم، لكنّها اليوم لا تشعر بالظروف الاقتصادية الصعبة، فكيف لوالد طالب لا يجد لقمة عيشه أن يوفر له مبلغ 9 ساعات في فصل واحد تصل قيمتها إلى 170 ديناراً أردنياً (240 دولاراً أميركياً)؟".
الممثل عن الأطر الطلابية في جامعة الأزهر، بلال الشيخ خليل، يقول لـ"العربي الجديد" إنّها ليست المرة الأولى التي تجبر فيها إدارة جامعة الأزهر طلابها على دفع الحد الأدنى لرسوم الفصل الواحد قبل الاختبارات النصفية أو النهائية، لكنّها هذه المرة كانت صارمة في قرارها كما يصف، وهي لم تراعِ الظروف العامة للطلاب، على عكس ما أشعرت به الأطر الطلابية في بداية الفصل الثاني، في فبراير/شباط الماضي، خلال اجتماع للبحث في تخفيف الأزمة المالية على الطلاب.
يوضح الشيخ خليل أنّ الأطر الطلابية تملك كشفاً فيه ألف طالب من الحالات الاجتماعية الصعبة، من بينهم فقراء ويتامى، سلمته إلى إدارة الجامعة، إلاّ أنّ الأخيرة لم تراعِ ظروفهم. ومع سؤالها، ردّت الإدارة أن لا علاقة لممثلي الأطر الطلابية بقرارات الجامعة المالية.
إدارة جامعة الأزهر، بدورها، قالت إنّ بعض الطلاب أقدموا، صباح السبت، على عرقلة سير الامتحانات المنعقدة في بعض الكليات، والتشويش على قاعات الاختبارات. وأشارت إلى أنّها ستعقد امتحانات تعويضية للطلاب الذين لم يتمكنوا من دخول امتحاناتهم.
لكن حركة الشبيبة الفتحاوية التي تسيطر على مجلس الطلاب في الجامعة، أصدرت بياناً يردّ على بيان الجامعة، وتعتبر فيه أنّ إدارة الجامعة ضربت بكلّ القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية عرض الحائط، ولم تقدم تسهيلات للطلاب. وطالبت الحركة إدارة الجامعة بالتراجع عن قرار منع الطلاب، وإلا ستكون النتائج قد فاقت التوقعات، على حدّ تعبير البيان.
واستنكرت الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية "الإجراءات التعسفية لجامعة الأزهر". يقول منسق الحملة، إبراهيم الغندور، لـ"العربي الجديد": "تواصل الجامعات الأخرى أيضاً الضغط على الطلاب غير المسددين، ولو أنّها لم تصل بعد إلى حدّ منعهم من الامتحانات. إجراءات الضغط هذه تشير إلى سيطرة العقلية التجارية وتسليع التعليم، بعيداً عن مصلحة الطلاب والوطن".