مسيرات حاشدة في أميركا للمطالبة بتشديد قوانين حيازة الأسلحة

24 مارس 2018
يأملون بقانون لضبط الأسلحة (العربي الجديد)
+ الخط -
تظاهر مئات الآلاف من الأميركيين في شوارع واشنطن ونيويورك ومدن أخرى للمطالبة بتشريع لضبط الأسلحة والتضامن مع ضحايا حادثة إطلاق النار الأخير في ثانوية "ستون مان دوغلاس" في مدينة باركلاند في ولاية فلوريدا في فبراير/شباط الماضي.

وشهدت العاصمة واشنطن حشداً مليونياً في تظاهرة طلابية تاريخية أطلق عليها "مسيرة من أجل حياتنا"، ذكرت بالتظاهرات التي قادها في ستينيات القرن الماضي الزعيم الأميركي مارتن لوثر كينغ.

ورفع المتظاهرون شعارات تدعو لحماية طلاب المدارس من حوادث إطلاق النار، وضد قوانين حيازة السلاح وضد "الجمعية الوطنية للسلاح".

وتوافد مئات الآلاف من الطلاب والتلاميذ مع أهاليهم إلى بنسلفانيا أفينيو قرب البيت الأبيض وكذلك الناشيونال مول بالقرب من مبنى الكابيتول والشوارع المجاورة، كما انتشر رجال الشرطة وفرق من الحرس الوطني لتأمين سلامة المتظاهرين.

واتخذت الشرطة إجراءات أمنية مشددة في شوارع العاصمة ومحطات المترو، ودعت المشاركين في التظاهرات إلى عدم التوجه بسياراتهم الخاصة إلى واشنطن واستخدام وسائل النقل العام لتجنب الاختناقات المرورية.

وفيما اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المغادرة إلى مارا لاغو في فلوريدا، حيث تفقد مساء الجمعة ملعب الغولف الخاص به، أعلن البيت الأبيض، اليوم السبت، دعم المتظاهرين ضد السلاح، وقال في بيان إن "أمن طلاب المدارس وسلامتهم في طليعة أولويات الرئيس".

وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، لندسي وولترز، إلى قرار وزارة العدل منع بيع وشراء ما يعرف بـ  bump stocks التي تستخدم في تحول البنادق نصف الأتوماتيكية إلى بنادق رشاشة، وقد استخدم منفذ هجوم لاس فيغاس هذا الجهاز المعدل، لكن منفذ عملية إطلاق النار في ثانوية فلوريدا استخدم بندقية AR 15 التي اشتراها من محل لبيع الأسلحة في فلوريدا، وهي بندقية حربية يستخدمها الجيش الأميركي في أفغانستان.

وقال مسؤولون في واشنطن إنهم على استعداد للتعاطي مع التجمعات بصورة أكبر من الاستعداد للمسيرة النسوية التي نظمت العام الماضي، والتي فاقت المشاركة فيها توقعات منظميها، إذ شارك فيها 300 ألف شخص، بحسب "أسوشييتد برس".

ويقول المتظاهرون، وأغلبهم من طلاب المدارس الثانوية، إن القيادة الشبابية لهذه المبادرة هي ما يميزها عن محاولات سابقة لسن تشريع لضبط الأسلحة.

شارك في التظاهرة طلاب المدارس (العربي الجديد) 


وفي أعقاب حادث إطلاق النار الذي وقع في 14 فبراير/ شباط الماضي في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند بفلوريدا، استغل الطلاب تياراً قوياً من الأصوات المؤيدة للسيطرة على السلاح، التي تراكمت لسنوات.

كذلك شارك طلاب مع مجموعات ليبرالية تحظى بتمويل جيد مثل "إفري تاون فور غن سيفتي" (من أجل مدن خالية من الأسلحة)، وهي مجموعة مناصرة لمكافحة الأسلحة أسسها عمدة نيويورك السابق والملياردير مايكل بلومبيرغ.

طالب الأميركيون بضبط السلاح (العربي الجديد)



ويعود حمل السلاح في الولايات المتحدة الأميركية إلى الواجهة في كلّ مرّة تقع فيها حادثة إطلاق نار.



ويُقتَل سنوياً نحو 13 ألف أميركي، بحسب إحصاءات مختلفة، من ضمنها إحصائية أعدّها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) استندت إلى دراسات عدّة في السياق. وبيّنت الدراسات أنّ تلك الجرائم هي الأكثر ارتفاعاً في الدول الصناعية، الأمر الذي دفع متخصصين في المجال إلى وصف ذلك بـ"وباء السلاح في الولايات المتحدة الأميركية".

رفع المتظاهرون شعارات تدعو لحماية الطلاب (العربي الجديد)