هؤلاء هم الغشاشون في الامتحانات

21 مارس 2018
الوصول إلى يوم التخرج دونه مصاعب (جوليا ريندلمان/ Getty)
+ الخط -
لعلّ بعض الأهل يقلقون من الضغط الذي يشعر به أبناؤهم وبناتهم ممن يتنافسون للحصول على أعلى الدرجات المدرسية والجامعية خصوصاً في الصفوف الأصعب. مع ذلك، فإنّ كثيراً من الأهل لا يبدون هذا القلق، بل يزيدون الضغط على الأبناء لتحقيق تلك الدرجات والبقاء في صفوة التلاميذ والطلاب. وهو ما يدفع هؤلاء لارتكاب أسوأ عادة دراسية، وهي الغش في الامتحانات.

لطالما ارتبط هذا النوع من الاحتيال المدرسي والجامعي بالمتعلمين المستهترين الذين لا يحضّرون دروسهم جيداً، فيستسهلون اللجوء إلى أدوات الغش المختلفة التي يحترفها بعضهم فيصعب الكشف عنه تماماً. وتشير الأرقام إلى أنّ أكثر من 50 في المائة من الطلاب الجامعيين يغشون عند نقطة معينة... وهؤلاء فقط من أدلوا بإجابات صادقة للباحثين.

لكنّ المفاجئ بحسب دراسة أخيرة من جامعة "غويلف" في أونتاريو، كندا، نشرها موقع مجلة "ريدرز دايجست" أنّ هوية الغشاشين لا تعبر عن تلك الصورة النمطية، فالنتائج كشفت أنّ المتفوقين المتنافسين دائماً على أعلى الدرجات أكثر ميلاً للغش في امتحاناتهم.



الدراسة جاءت نتيجة شكوك مشتركة لأساتذة في الجامعة نفسها حول غش طلابهم. فقد شكّ الأساتذة أنّ الطلاب يستغلون ثغرة قانونية يتيح من خلالها نظام الجامعة أن يعيد الطلاب إرسال إجاباتهم عبر ملفهم الإلكتروني في موقع الجامعة، لامتحانات أعلنت نتائجها وكانوا غير راضين عنها، بهدف الحصول على مراجعة أخرى من الأستاذ المصحح، مع اشتراط إدارة الجامعة عدم إقدام الطالب على تغيير أيّ شيء في إجاباته الأولى أبداً.

شكّل الأساتذة فريق بحث تمكن من مسح 3620 مسابقة لصفوف العلوم، 448 منها طلب الطلاب إعادة تقييمها. ثم راجع الباحثون المسابقات الـ448 هذه وقارنوها بالمسابقات الأصلية للطلاب، فتبيّن أنّ 78 طالباً أي 17 في المائة من المجموع الكلي، أجروا تعديلات على مسابقاتهم زيادة لبيانات ومعلومات أو حذفاً لها. كذلك، فإنّ نصف هؤلاء الطلاب الغشاشين كانوا ممن اعتادوا طلب إعادة التقييم خلال فترة دراستهم في الجامعة.

انتقل الباحثون إلى تحليل النتائج، فتبين أنّ 60 في المائة من الطلاب الغشاشين هؤلاء كانوا من صفوة الطلاب وأصحاب أعلى الدرجات في فصولهم، أي ممّن يحققون علامة 80 في المائة وما فوق في الامتحانات دائماً. وكانت الطالبات الإناث من بينهم أكثر ميلاً إلى الغش (لم تقدم الدراسة النسبة الجندرية).

تبقى الإشارة إلى أنّ مثل هذه النتائج البحثية يمكن أن تعمم، لكن شريطة أن تكون المعايير البيداغوجية نفسها في بيئات تعليمية أخرى.