برلمانيون: سكك حديد مصر الأسوأ في العالم نتيجة الفساد

28 فبراير 2018
لجنة تقصي حقائق تبحث أسباب حوادث القطارات (العربي الجديد)
+ الخط -


هاجم أعضاء في مجلس النواب المصري، حكومة بلادهم، إثر سقوط 19 قتيلاً، وإصابة 38 آخرين، اليوم الأربعاء، في حادث تصادم قطارين في محافظة البحيرة، شمالي البلاد، مطالبين رئيس البرلمان، علي عبد العال، باستدعاء وزير النقل، هشام عرفات، للوقوف على أسباب التصادم، وبحث تشكيل لجنة تقصي حقائق نيابية عن حوادث القطارات المتكررة.

وقال النائب المستقل، سليمان فضل، إنّ خطوط السكك الحديد في مصر هي الأسوأ على مستوى العالم، نتيجة الإهمال والفساد الذي ضربها في العقود الماضية، داعياً إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية، واستدعاء وزير النقل إلى مجلس النواب، للتباحث حول آليات محاسبة المُقصّرين في الهيئة المعنية، واتخاذ مواقف أكثر صرامة بحقهم.

وشدّد فضل على ضرورة عدم مرور الحادث "مرور الكرام"، شأن سابقيه من عشرات الحوادث الأخرى، بحسب ما اعتادت قيادات وزارة النقل، مشيرا إلى أن القطارات في مصر كانت في السابق الوسيلة الوحيدة الأكثر أمناً، غير أنها تحولت الآن إلى الأكثر تسيباً، وخطراً، بما يستدعي اتخاذ كافة الإجراءات التي تساعد في عودة هذا المرفق إلى وضعه الطبيعي.

بدوره، دعا وكيل لجنة النقل والمواصلات في البرلمان، محمد زين، إلى تشكيل لجنة للوقوف على أسباب الحادث الحقيقية، وسُبل معالجتها، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، عازياً تكرار حوادث القطارات إلى "الإهمال في عمليات الصيانة اللازمة لعربات القطارات، وكونها لم تخضع لعمليات الصيانة منذ سنوات بعيدة".

وقال رئيس اللجنة السابق، النائب سعيد طعيمة، إن هيئة السكك الحديد ما زالت تعاني من المجاملات الطاغية على تعيين الأفراد بها، على الرغم من تجاوز عدد العاملين بها نحو 73 ألف عامل، معتبراً إياها سبباً رئيساً في وقوع العديد من حوادث القطارات، لتغليب أصحاب الثقة على الكفاءات في الهيئة، وبخاصة في المواقع القيادية.

وبحسب طعيمة، فإن مشروع القانون، المقدّم من الحكومة، لتعديل أحكام قانون إنشاء الهيئة القومية للسكك الحديد، وإقراره بمشاركة القطاع الخاص فى إدارة الهيئة، سيساهم كثيراً في الحد من التجاوزات الحالية، وتطوير خدمات الهيئة، وهو القانون المنتظر تمريره بدور الانعقاد التشريعي الجاري، بهدف "خصخصة" المرفق.

في حين تمسّك النائب هاني مرجان، بضرورة استدعاء مجلسه وزير النقل، رفقة رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، لتفعيل أدوات محاسبة الحكومة على الأرواح التي تزهق من دون ذنب، مؤكداً أن منظومة السكك الحديد تحتاج إلى إصلاح شامل، والتصدي لأوجه الفساد المنتشر بها، وتقديم حلول ناجزة وعاجلة للحفاظ على أرواح المصريين.

كذلك، شدد نائب حزب الوفد، حسني حافظ، على أن منظومة السكة الحديد في حاجة إلى إصلاح حقيقي، في ضوء تكرار حوادث القطارات، وإزهاق أرواح المواطنين، واستمرار اتباع الحكومة الحالية لسياسة "الترقيع"، من دون وضع أفكار ورؤى تستهدف رفع كفاءة المرفق، داعياً إلى إحالة المسؤولين عن الحادث لمحاكمة جنائية عاجلة، لأن "أرواح الناس ليست لعبة"، حسب تعبيره.

 


وفي أغسطس/آب الماضي، قُتل 49 مصرياً، وأصيب أكثر من 100 آخرين في حادث تصادم قطارين للركاب بمحافظة الإسكندرية، غير أن أسوأ حوادث القطارات في مصر كانت في فبراير/شباط 2002، عندما التهم حريق العديد من عربات قطار ركاب متجه من القاهرة إلى أسوان، ما أودى بحياة أكثر من 350 شخصاً.