القصف يدمر 23 مرفقاً طبياً في الغوطة الشرقية خلال 4 أيام

22 فبراير 2018
تعمّد استهداف النقاط الطبية في الغوطة (Getty)
+ الخط -

يتغير الوضع الإنساني والطبي في الغوطة الشرقية بين دقيقة وأخرى، في ظل قصف غير مسبوق بكافة أنواع الأسلحة، إذ تم استهداف 23 مركزاً طبياً ومشفى ونقطة طبية، وحتى سيارات الإسعاف، بشكل مباشر، بالتزامن مع سقوط مئات القتلى والجرحى، خلال الأيام الأربعة الأخيرة.

وقال مدير المكتب الطبي في منطق المرج، أنس أبو ياسر، لـ"العربي الجديد"، إنه "حتى صباح الخميس، بلغ عدد المرافق الطبية المستهدفة 23 مرفقاً، بينها مشاف ونقاط طبية خرجت عن الخدمة"، لافتاً إلى أن "نسبة العجز الطبي في الغوطة الشرقية وصلت إلى 40 في المائة، كما نعاني من استنزاف الدواء المستمر بسبب أعداد الجرحى المتزايد يوميا".

ويتحفّظ المسؤولون في القطاع الطبي والناشطون الإعلاميون في الغوطة، على الكشف عن أماكن المرافق الطبية التي تم استهدفها ووضعها الحالي، خوفا من تكرار استهدافها في حال لم تدمر من المرة الأولى.

وأفادت معلومات من داخل الغوطة الشرقية باستهداف مستشفى "دار الشفاء" والمشفى الميداني في مدينة سقبا، ومشفى اليمان في دوما، والمشفى الميداني في سقبا، والمشفى الميداني في جسرين، ومشفى دار الشفاء وحمورية، وشعبة الهلال الأحمر في حرستا، والمستوصف الإسعافي في مديرا، ومركز الأمل الفيزيائي في حمورية، وغيرها من المشافي والنقاط الطبية.

وقال الناشط الإعلامي في الغوطة الشرقية، براء أبو يحيى، لـ"العربي الجديد"، إن "الخدمة الطبية توقفت كليا في غالبية المرافق التي تم استهدافها، ما دفع إلى تجهيز نقاط ميدانية للإسعافات الأولية"، وأضاف أن "الوضع الطبي يتدهور بشكل متسارع منذ ثلاثة أيام، حيث أصاب بنيته التحتية دمار شبه كامل".

وقال محمد، وهو ممرض في إحدى النقاط الطبية، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع كارثي بسبب الاستهداف اليومي للمراكز الطبية، حيث يتم نقل الجرحى إلى ما تبقى من مراكز، وفي مركزنا لا يوجد مكان للسير، الجرحى يوضعون على الأرض لعدم وجود أسرّة، ولا يوجد لدينا مخدر، ويتم خياطة جراح الأطفال والكبار بدون تخدير، وحتى العمليات تتم من دون مخدر".

وتابع "هناك مخاوف كبيرة من تداعي أحوال الجرحى، بسبب عدم توفر مضادات الالتهابات، وعدم وجود تعقيم بالشكل اللائق"، معربا عن تخوفه من وصولهم إلى لحظة يعجزون فيها عن تقديم أي نوع من الإسعاف، في ظل الاستهلاك الكبير للمستلزمات الطبية، والحصار الشديد على الغوطة، الذي يمنع دخول الأدوية إليها منذ زمن بعيد.



بدوره، قال أبو أحمد، وهو من المحاصرين في الغوطة، لـ"العربي الجديد": "نموت في مجزرة سيذكرها التاريخ، نُحرق أحياء، وهم يقصفون المراكز الطبية لننزف حتى الموت، لم أعد أسمع سوى صراخ النساء والجرحى، ورائحة الدماء في كل مكان".

وأضاف "أمس، كنت سأفقد وحيدي، ذهبت به إلى ثلاثة مركز طبية، لكنها كانت مدمرة، إلى أن حالفني الحظ بنقطة إسعاف سريع استطاعت أن توقف النزيف، لكن غيري فقدوا أحبتهم لأنهم لم يستطيعوا أن يسعفوهم بسرعة، ومنهم من فقد أحد أطرافه، لأن إجراء عملية لإنقاذه قد يستغرق وقتا يموت فيه عدة أشخاص".

من جانبه، قال وزير الصحة في "الحكومة المؤقتة" المعارضة، فراس الجندي، لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ بداية عملية القصف الأخيرة، تم استهداف 10 مشاف في الغوطة الشرقية، وخرج من بينها 4 مشاف عن الخدمة بشكل كامل"، لافتاً إلى نفاد المستهلكات الطبية وأكياس الدم بشكل كبير، في وقت تقف ما تبقى من المشافي عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية بالشكل الأمثل، في ظل توافد عشرات الجرحى عليها بشكل يومي.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان، إن "المنشآت الطبية التي تدعمها، أبلغت عن تدفق أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في الغوطة الشرقية المحاصرة، وسط القصف الجوي والمدفعي على المنطقة، مما أدى إلى تهدّم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها المنظمة، خلال ثلاثة أيّام فقط، مما يقلل القدرة على توفير الرعاية الصحية، في وقت تشتد فيه الحاجة للخدمات الطبية".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبت بالسماح لها بدخول الغوطة الشرقية، قائلة إن حجم الكارثة يقتضي ضرورة السماح لفرقها الطبية بالدخول لمساعدة الأطباء والممرضين المحليين. وقالت ماريان جاسر، رئيسة وفد اللجنة في سورية، إن "الجرحى يموتون، لأنهم لا يتلقون العلاج في حينه".