"العربي الجديد" يحاور مسؤولي الصليب الأحمر في اليمن والعراق

وأوضح فايتي أن "الصليب الأحمر وغيره من المنظمات، تولي أهمية خاصة لصيانة نظام الصرف الصحي وشبكات نقل المياه في اليمن للوقاية من أخطار صحية، ولعل أبرز دليل على ذلك هو إصابة مليون يمني بالكوليرا خلال العام الماضي، وهو ما أدى لوفاة 2000 شخص".

وحول إجراءات احتواء وباء الكوليرا، قال رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن، إن "نسب الإصابة تتراجع، لا نستطيع الحديث عن احتواء كامل بعد، إلا أن الأرقام تراجعت. لقد قمنا بجهود جبارة خلال 2017، ونجحنا في هذا المجال. أنا قلق بسبب تسجيل بضع مئات من حالات مرض الخناق، ونأمل أن لا تتحول إلى وباء كالكوليرا".

وأوضح أن "الإسعاف الأولي هو الخطوة الأساسية لإنقاذ الأشخاص، لذلك نقدّم التدريب للمدنيين والعسكريين. وأهمية الإسعاف الأولي أنه يحمي حياة المصاب خلال نقله من موقع الإصابة إلى مستشفى قريب، وفي حال عدم إجراء الإسعاف بشكل صحيح ينعكس ذلك على فرص النجاة. ونحن نتعاون مع الهلال الأحمر اليمني في هذا المجال".

وفيما يخص مئات اليمنيين الذين تم الكشف عن مصيرهم وتسجيلهم كمُعتقلين في بعض السجون، قال فايتي إن "هذا المجال ليس سهلا، والتقدم فيه بطيء. سجلنا مؤخرا تقدما كبيرا في زيارة سجن كبير في عدن، قابلنا 300 مُحتجز، بعضهم لم يكن قد تواصل مع أسرته منذ وقت طويل. واليوم يتبادل طرفا النزاع كشف مصير الموقوفين في سجونهم، وهو أمر لا يجب أن يتم بصيغة التبادل، ولكن الأمور تجري هكذا حالياً، وبدأنا نسجل تطورا إيجابيا".

إعمار العراق

وحول تحسن الوضع الإنساني في العراق بعد مؤتمر إعادة الإعمار في الكويت، قالت كاتارينا ريتز: "أعتقد أن انعقاد المؤتمر مؤشر جيد، مع اجتماع مُختلف الأفرقاء المعنيين بالأزمة العراقية لبحث التحديات وسبل حلها. العمل يبدأ الآن بعد انتهاء المؤتمر، عبر محاولة استعراض كل المشاكل القائمة والعمل على حلها".

واستطردت ريتز، حول انعكاس الاستقرار على الواقع الاقتصادي للعراقيين، مؤكدة "أن  شيء سهل لدى العراقيين. بعضهم أعاد إطلاق أعماله البسيطة في شرق الموصل مثلاً، مع افتتاح بعض المحال والمطاعم. ولكن لا يجب أن ننخدع بالمشهد العام. هناك تغير كبير في منظومة العراق الاقتصادية، وهو ينعكس على مناطق القتال ويتمدد إلى باقي المناطق التي لم تشهد معارك كبيرة. نسبة البطالة ارتفعت بشكل كبير، والنساء والأطفال تحولوا إلى عُمّال لتأمين مقومات الحياة. ورغم تحسن الوضع إلاّ أن المعاناة في تأمين الإيجارات أو الوظائف تبقى قائمة".

ورداً على سؤال "العربي الجديد"، حول وضع المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، أوضحت "نزور المقاتلين الأجانب المُعتقلين من قبل السلطات العراقية، وهم يخضعون للمحاكمة حالياً. نقوم بالإجراءات الاعتيادية التي نقوم بها في كل مناطق النزاع، وهي زيارة المُحتجزين والتأكد من أن ظروف الاحتجاز والمعاملة لائقة، وأنهم يتواصلون مع أهاليهم".